الضابط الثالث: مراعاة الأولويات: إنه يجب على الداعي أن يراعي الأولويات في استخدامه الوسيلة والأسلوب، ومراتب الوسائل والأساليب تابعة لمراتب مصالحها، فالوسيلة إلى أفضل المقاصد هي أفضل الوسائل، والوسيلة إلى أرذل المقاصد هي أرذل الوسائل، ثم تترتب الوسائل بترتب المصالح والمفاسد، فمن وفَّقه الله للوقوف على ترتيب المصالح عرف فاضلها من مفضولها ومقدمها ومؤخرها. وسائل الدعوه الى الله. الضابط الرابع: التدرج في استخدام الوسائل والأساليب: وهو التقدم شيئاً، والصعود درجة درجة، ومعناه: أن يتدرج الداعي بدعوته شيئاً فشيئاً، كما قال تعالى: { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً}(الإسراء:106). وقد استخدم رسول الله r في الوسائل والأساليب الدعوية "التدرج فمن البيان العام للدعوة، إلى الهجرة، إلى السرايا، إلى الغزوات، إلى الكتب، والرسل، إلى الوفود، إلى البعوث، إلى انطلاق الجهاد في ربوع الدنيا". الضابط الخامس: ألاَّ تكون الوسيلة أو الأسلوب شعار الكفار، مثل البوق والناقوس لليهود والنصارى، وذلك لنهي رسول الله r: ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى – الحديث". وقال r: " إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ".
سادسا: الكتابة فكاتب النبي صلى الله عليه وسلم الملوك والرؤساء ، داعياً إياهم إلى الدخول في دين الله ، والنجاة بأنفسهم وأقوامهم فأرسل إلى هرقل عظيم الروم ، وإلى كسرى ملك الفرس ، وإلى النجاشي ملك مصر ، وإلى أكثر الملوك في عهده، وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه: "أن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) كتب إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشي، وإلى كل جبار ، يدعوهم إلى الله تعالى.. " سابعا: تأليف الناس ببذل المال ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: "ما سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئاً قط فقال: لا". وفيه عن أنس عن مالك رضي الله عنه قال: "ما سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الإسلام شيئاً إلا أعطاه قال: فجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاءً من لايخشى الفاقة فقال أنس: إن الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها". وسائل الدعوه الى ه. وروى مسلم أيضا: "أنـه عليه الصـلاة والسلام أعطى صفوان بن أمية - يوم حنين - مائة من النعم، ثم مائة، ثم مائة. قال ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان قال: والله لقد أعطاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليَّ فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليَّ".
أن يتعلّم الدّاعي العلوم الشرعية الهادفة، ويسعى للمزيد من التّعلم، حتى تكون دعوته قريبةٌ من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أن يكون هدف الدّاعي خلال دعوته تحصيل الأجر من الله تعالى، لا من النّاس، وأن يكون في دعوته من المهتدين. أن يتحلّى بالأخلاق الإسلاميّة، ومنها خلق الصّبر ، والأناة، والحِلم خلال دعوته، فعلى الدّاعي أن يتمهّل في انتظار النّتائج، ولا يتعجّل في ذلك. أن يبقى الدّاعية على علمٍ أن رسالة الإسلام رسالةً عالميّةً شموليّةً للعالم بأكمله، حتّى تتحقّق إقامة الحجّة على النّاس. أن يكون الدّاعية ليّناً في دعوته، متحلّياً بالرّفق والطّيبة والمودّة تجاه من يدعو. [١٠] المراجع ↑ سورة فصلت، آية: 33. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2674، صحيح. ↑ "الصحابة والدعوة" ، ، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2019. بتصرّف. وسايل الدعوه الي الله الشيخ محمد راتب. ↑ سورة النحل، آية: 125. ↑ "حكم الدعوة إلى الله" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2019. بتصرّف. ↑ سورة المائدة، آية: 35. ↑ د. أمين الدميري (5-7-2014)، "وسائل الدعوة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2019. بتصرّف. ↑ ناصر السيف (2-2-1438هـ)، "أهمية الدعوة الدعوة إلى الله تعالى" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2019.