لونا دايخ, منى فواز, أحمد غربية, منى حرب في هذه الورقة البحثية التي نشرتها مجلة Middle East Law and Governance ، يناقش كل من لونا دايخ ومنى فواز وأحمد غربية ومنى حرب أن "إدارة الوباء في لبنان تعكس توترًا بين الأحزاب السياسية القوية والمؤسسات العامة الضعيفة والمجموعات التضامنية ذات الأهداف المتباينة والتي تتصادم جميعًا حول تصوّرها لمستقبل البلاد. بؤس الطائفية المستعادة. " الخلاصة: استغل العديد من البلدان، بما فيها لبنان، انتشار وباء كوفيد-19 لإعادة فرض سيطرتها وتعزيز أجهزتها البوليسية والقمعية، ضمن مشهدٍ لا يبدو سلسًا بتاتًا. نناقش في هذه الورقة ما تعكسه إدارة الوباء في لبنان من إعادة استنساخ للنظام السياسي الطائفي ومن توترٍ بين الأحزاب السياسية القوية والمؤسسات العامة الضعيفة والمجموعات التضامنية ذات الأهداف المتباينة والتي تتصادم جميعًا حول تصوّرها لمستقبل البلاد. وقد أسسنا قاعدة بيانات تضمّ الجهات الفاعلة على أنواعها وفئات عملها المختلفة على امتداد المواقع الجغرافية مستعينين بمصادر متنوعة من المعلومات (وسائل الإعلام الإخبارية الإذاعية والمطبوعة والإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي)، كما حلّلنا أوجه التباين النطاقية والسياسية لإدارة الوباء.
إنها البدعة اللبنانية في تنويع المواطنين من حيث الطائفة التي ينتمون إليها وليس فيها شيء من الديمقراطية والتقدمية. ومن علل لبنان المتأتية من ممارسة النظام الطائفي: «المحسوبية» التي ترتدي أشكالاً تختلف باختلاف الأشخاص والأسباب. أنني أترك لكم أن تتصوروا علاقات المحاكمين بالحكومين، وكيف أن تبادل المصالح يتم على حساب القانون والمصلحة العامة وهيبة الدولة. الذكاء الاصطناعي يساعد بترميم نصوص تاريخية بدقة "لا مثيل لها" | تكنولوجيا وسيارات | وكالة عمون الاخبارية. من هنا دعوتنا لوضع قانون انتخاب نموذجي يضمن التمثيل الشعبي الأكمل، ودعوتنا إلى تحرير العمليات الانتخابية من أي عبث أو تلاعب مادي. ومن هنا علينا أن نعيد النظر في نظامنا المتبع ونسعى إلى وضع نظام جديد يقتلع مواريث النظام المختلفة من جذوره. فدستورنا الحالي لم يعد صالحاً لكثرة ما لحقه من تعديلات فأصبحت بعض نصوصه متناقضة وبعضها الآخر يتنافى والمبادئ الدستورية. فمنذ وضع الدستور عام 1926 أدخلت عليه تعديلات عديدة في عام 1927 و1929 و1943 و1947 وأخيراً في 21/9/1990، ويقولون اليوم إن آخر تعديل بحاجة إلى تعديل. نحن في الواقع نعيش النظام القبلي بأوسع معانيه. نحن ثماني عشرة طائفة موزعة على ثماني عشر دويلة منها الكبير ومنها الصغير، وعلى الحكم أن يوازن بينها ولو على حساب الدستور والقانون والنظام.
أصبح المجتمع السياسي في لبنان قائما على طوائف تؤلف كل منها كيانا ذاتيا، صار كل منها عضوا في الدولة، لا يتمتع فقط باستقلال تشريعي وقضائي وإداري، إنما تشترك عبر ممثليها في تكوين إرادة الدولة، من خلال المؤسسات الدستورية التي تشارك في تأليفها وتسييرها. بعد الجزء الثاني الذي تابعنا فيه البدايات التاريخية لتشكل الطائفية في لبنان، في هذا الجزء الثالث، نواصل ذكر بعض الأسباب التي كرست الطائفية في بلاد الأرز، من العهد العثماني إلى ما بعد الاستقلال. إلى جانب المسلمين السنيين الموالين للعثمانيين، عرفت بلاد الشام في العهد العثماني كعادتها، تعددا مذهبيا كبيرا من حيث الانتماء الديني… هذا التعدد تركز في جبل لبنان وما أحاط به. فبينما سكن معظم السنيين المدن، استقرت المذاهب الإسلامية الأخرى (الشيعة، النصيرية، والدروز) في الجبال الريفية، وقد اختلف ولاؤها للدولة باختلاف الظروف التاريخية. الدولة العثمانية تميزت بنظام يدعى نظام الملة، كان امتدادا لنظام أهل الذمة… نظام الملة في الدولة العثمانية كان عائقا كبيرا أمام تمازج أبناء الطوائف المختلفة، ما شكل منفذا للدول الأوروبية لتعميق النزاعات الطائفية. الذي يعنيه أن جميع الرعايا العثمانيين من غير المسلمين، كانوا ينظمون في طوائف حسب مذاهبهم الدينية، كل منها يرعاها رئيس روحي، يفصل في قضايا أحوالها الشخصية، كما يمثل أبناء طائفته لدى سلطات الدولة.
الحزب الشيوعي جرى تأسيسه عام 1926، والحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1932، وحزب البعث 1945، والحزب التقدمي الاشتراكي في منتصف القرن الـ20. وهي التحقت بقطار المنظمات الفلسطينية في حرب لبنان على أمل تغيير النظام ضمن برنامج "الحركة الوطنية"، فتغيرت هي بشكل أو آخر. أين الحزب الشيوعي اليوم مما كان عليه في الستينيات وأوائل السبعينيات؟ أين الحزب السوري القومي المنقسم على نفسه مما كان عليه في الخمسينيات وطموحه لتوحيد "الأمة السورية"؟ حزب البعث متأثر بما حدث للأصل في سوريا والعراق، وكان مؤسس الحزب ميشال عفلق يقول لرفاقه في لبنان، "لا تتصرفوا كحزب سوري في لبنان بل كلبنانيين في حزب عربي"، قوة الحزب الاشتراكي في المعادلة هي أنه صار الممثل الأبرز للطائفة الدرزية، الحزب الديمقراطي العابر للطوائف اختفى، الحزب الدستوري العابر للطوائف انتهى، والكتلة الوطنية العابرة للطوائف ضعفت. والسؤال الأكبر هو: أين الكُتاب والشعراء والمفكرون الذين عملوا في الحزبين الشيوعي والقومي بشكل خاص، وكيف أقفر الحزبان وسواهما منهم؟ أما الأحزاب والتيارات التي تلعب الأدوار الأساسية، فإنها تمثل الطوائف والمذاهب، حزب القوات اللبنانية، والتيار الوطني الحر، وتيار المردة، وحركة "أمل"، وكلها جديدة ولدت في الحرب، باستثناء حزب الكتائب الذي تعاظم دوره في الحرب ثم ضعف، وحزب الوطنيين الأحرار الذي خسر التنوع الطائفي، أما الحزب الأقوى الذي يمسك بالبلد وقرار الحرب والسلم فيه، فإنه "حزب الله" الذي جرى تأسيسه في الربع الأخير من القرن الـ 20 بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني.