العجب والله ليس من وضوح أنَّ أعظم باطل ينقض دين الإسلام من أساسه، بل لا ينقض دين الإسلام مثله، أعنـي أن يتـمَّ جمع عبدة الطواغيت الذين جعل القرآن البراءة من شركهم وعبادتهم لغير الله تعالى، شرطـاً لصحة الإسلام، أن يتمَّ جمعهم في مؤتمر، لا لدعوتهم للإسلام، وإقامة الحجة عليهم، وبيان رسالة محمد صلى الله عليه وسلم الهادية الشاملة لكل فلاح. بل جمعهـم تحت شعار: كلُّنا نعبد ربَّا واحداً!! ليس العجب من هذا وربِّ الكعبة، فحتَّى أجهل عجائز المسلمين تعلــم أنَّ قوله تعالى {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد} هي أصل الدين.
سورة قل يا أيها الكافرون بسم الله الرحمن الرحيم [ قوله تعالى: ( قل ياأيها الكافرون... لا أعبد ما تعبدون .. سورة الكافرون - إسلام أون لاين. ) إلى آخر السورة. [ 1: 6]. 874 - نزلت في رهط من قريش قالوا: يا محمد هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك ، تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة ، فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا [ كنا] قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه ، وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يدك [ كنت] قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك ، فقال: " معاذ الله أن أشرك به غيره " ، فأنزل الله تعالى: ( قل يا أيها الكافرون) إلى آخر السورة ، فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش ، فقرأها عليهم حتى فرغ من السورة ، فأيسوا منه عند ذلك.
فأنا لا أعبد ما عبدتم ، أي مثل عبادتكم ؛ فما مصدرية. وكذلك ولا أنتم عابدون ما أعبد مصدرية أيضا ؛ معناه ولا أنتم عابدون مثل عبادتي ، التي هي توحيد.