وللإخلاص ثلاثة قوادح تُفسِده، وبالتالي تُفسِدُ العملَ: القادح الأول: الرياء: وهو لغةً: الإظهار، نقول: أراه الشيء، إذا أظهره له، وشرعًا: هو إظهار العبادةِ للناس ابتغاءَ إعجابهم؛ قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((أخوفُ ما أخاف على أمَّتي الشِّركُ الخفيُّ))، قيل: ما الشِّرك الخفيُّ يا رسول الله؟ قال: ((الرياء))، وفي رواية: قال: ((أن يُزيِّنَ الرجلُ صلاتَه ليراه الرَّجل)). القادح الثاني: السمعة: وهي لغةً: الدعايةُ أو التحديثُ بالشيء، وشرعًا: هي تحديثُ الناس بالعبادة ابتغاءَ إعجابهم؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من سمَّع، سمَّع اللهُ به))؛ أي: أسمع اللهُ الناسَ عيوبَه يوم القيامة. درس حق الغير: العمل الصالح. ولا يدخل في الرياء ولا السمعة مَن يُظهِر العبادة للناس أو يحدِّثُهم بها قصدَ تشجيعهم على الخير؛ قال -تعالى-: ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ﴾ [البقرة: 271]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((الدالُّ عل الخيرِ كفاعلِه)). القادح الثالث: فعلُ العبادة ابتغاءَ مصلحة دنيوية؛ قال - سبحانه -: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ [النساء: 142]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فمَن كانت هجرَتُهُ إلى الله ورسولِه، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرتُه لدنيا يصيبُها، أو امرأة ينكحُها، فهجرتُه إلى ما هاجَر إليه)).
يثبت العبد على طاعة الله ولا يتركها. حيث أننا يمكن أن نأتي بتعريف أخر للعمل الصالح وهو، كل الأفعال والأقوال والأعمال يرضى عنه الله تعالى من عباده، وذلك لهدف التقرب إلى الله عز وجل، حيث أن هذا العمل يكون عملاً مخلصاً لله ويجب أن يوافق الشرع الذي جاء به الله سبحانه وتعالى، كما أنه من الممكن أن نقول على العمل الصالح أنه هو الإنصياع لأوامر الله عز وجل.
نسأل الله - تعالى - أن يجعَلَنا من المسلمين المخلِصين المتَّبِعين، وأن يتقبَّلَ أعمالنا؛ إنه جوَادٌ كريم، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين. مرحباً بالضيف