هناك فارق رئيسي آخر بين الصناديق العقارية المغلقة وصناديق الريت، يتعلق بالمدى الزمني المتوقع للأرباح. ففي صندوق الريت بوسع المستثمرين أو مالكي الوحدات الحصول على دخل في غضون فترة قصيرة وتحديدًا مع أول توزيع دوري للأرباح، ولكن في حالة الصناديق العقارية المغلقة يحتاج المستثمر إلى الانتظار حتى انتهاء العمر المحدد للصندوق ثم تصفيته لكي يحقق الربح. ولذلك من الوارد جدًا أن يحقق الصندوق العقاري المغلق صافي تدفقات نقدية سالب في السنة الأولى لأن الاسترتيجية لم تكتمل بعد، على مدار عمره المحدد مسبقًا يستمر الصندوق في الإنفاق وتكبد التكاليف إلى أن يسترد في النهاية وعن طريق البيع كل أمواله التي قد تزيد في حال نجح المشروع أو تنقص في حال فشله. " الفوزان": صناديق "الريت العقارية" استثمار ممتاز لرأس المال الصغير. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن الصناديق العقارية المتداولة عادة ما تحقق أرباحًا أعلى من صناديق الريت إلا أن الأولى أكثر مخاطرة من الأخيرة، ففي الصناديق العقارية المغلقة يواجه المستثمر عدة مخاطر من بينها مثلاً تدهور الطلب في السوق العقاري وبالتالي انخفاض الأسعار، وكذلك ارتفاع تكاليف البناء أو تعثر المطور الذي يعتمد عليه الصندوق لأي سبب. تشمل المخاطر أيضًا مخاطر السيولة، فمن الممكن أن يواجه الصندوق صعوبة في تسييل أو بيع أصوله بسعر مُرضٍ مع انتهاء عمره المحدد، حينها سيضطر إما إلى بيع الأصول بسعر أقل من سعر السوق، وإما يقوم بتمديد عمر الصندوق لفترة إضافية ولتكن لمدة عامين حتى يتسنى له بيع أصوله.
فإذا كانت هذه المكافآت مرتبطة بأداء الصندوق، فهذه علامة جيدة، لأن هذا يعني أنهم سيقاتلون من أجل تحقيق الصندوق لأفضل عائد ممكن. - ثانياً: التنويع. السوق العقاري ليس كتلة واحدة، فبداخل السوق قد تتذبذب أسعار العقارات بحسب أنواعها وموقعها. ولذلك من الأهمية بمكان أن يكون الـ"ريت" الذي تنوي الاستثمار به يمتلك محفظة متنوعة من العقارات. - في الأسواق المتقدمة، مثل السوق الأمريكي توجد هناك أدوات استثمارية تتيح للمستثمر إمكانية الاستثمار في مجموعة متنوعة من صناديق الـ"ريت" في نفس الوقت من خلال الاستثمار في صندوق واحد يسمى " REIT ETF" وهو عبارة عن صندوق مؤشرات متداولة يمتلك محفظة متنوعة من صناديق الـ"ريت". هذا تنويع لأصول متنوعة أساساً! ولكن مثل هذه الأداة المتقدمة ليست متوفرة إلى الآن في السوق السعودي. - ثالثاً: الأرباح. آخر نقطة يجب أن تنتبه إليها قبل الاستثمار بأي "ريت" هي دخله التشغيلي وحجم النقد المتاح للتوزيع. وهذه أرقام مهمة لأنها تقيس الأداء الكلي للصندوق، والذي يتم ترجمته إلى الأموال التي يحصل عليها المستثمر في النهاية. - لكن يجب أن نشير هنا إلى أن ترتيب هذه العوامل مقصود، بمعنى أن العامل الأخير لا يجب أن يتقدم على عاملي الإدارة والتنويع، لأنه من الممكن جداً أن يحقق الصندوق عوائد غير طبيعية بسبب ظروف السوق العقاري، وهو ما لا يعكس الإمكانات الحقيقية للصندوق أو مدى كفاءة إدارته.
- هناك نقطة أخرى غاية في الحيوية يجب أن تدركها بينما تحاول اختيار الـ"ريت" المناسب وهي نسبة الديون في هيكل رأس المال. فالصناديق التي تستخدم كمية كبيرة من رأس المال المقترض ستكون أكثر عرضة من غيرها للتأثر سلباً بارتفاع أسعار الفائدة. - أخيراً، مهما كان العائد على أي صندوق "ريت" جذاباً لا تتحمس أكثر من اللازم، واحرص على أن لا يشكل جزءًا كبيراً من محفظتك، مثله مثل أي أداة استثمارية أخرى، وتذكر أنه لا يوجد استثمار مضمون أو خال تماماً من المخاطر. - نأمل أن يكون هذا التقرير قد أعطاك فكرة ولو بسيطة حول هذه الأداة الاستثمارية الجديدة نسبياً على السوق السعودي، والتي أصبحت تحت دائرة الضوء خلال الأشهر الأخيرة.