وينفي عنه الخبث؛ فتحقيق أركان الإيمان أصعب منها للإسلام، لأن المرء له طاقة على جوارحه. الفرق بين الإيمان والإسلام من حيث دخول المرء فيه [ عدل] يكفي للدخول في الإسلام أن ينطق المرء بالشهادتين ، فيعد حينئذٍ مسلمًا. لكن يترتب على الأمر تحقيق بقية أركان الإسلام، وعدم الإتيان بما يخرجه منه. جاء في زاد المستقنع لموسى الحجاوي: [12] «وتوبة المرتد وكل كافر إسلامه، بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومن كفر بجحد فرض ونحوه فتوبته مع الشهادتين إقراره بالمجحود به». أما ليصير المرء مؤمنًا فيتطلب الأمر تصديق القلب لأركان الإيمان ، فيعتقد بها. ويكشف الإيمان بالجوارح، فإما تصدقه أو تكذبه. ولكن للإيمان درجات، يترقى المؤمن فيها بحسب ما وقر في قلبه، وما اكتسب من شعب الإيمان. ما هو تعريف الايمان – المنصة. الفرق بين الترقي في الإيمان والتدني فيه وأثرها على إسلام المرء [ عدل] للإيمان درجات، يزداد المرء إيمانًا بتحصيلها، وعكسها هي صفات النفاق ، والنفاق أيضًا خصال، فربما اجتمع للمرء الواحد بعض شعب الإيمان وبعض صفات المنافقين. وكُلها لا تخرج المرء عن كونه مسلمًا من الناحية النظرية، لكن يختلف الأمر في الناحية العملية، حيث توعد الله المنافقين بعذابٍ كعذاب الكافرين، بل وبدأ بالمنافقين؛ حيث قال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾.
القائلون بعدم وجود فرق بين توحيد الألوهية والربوبية قال بعض العلماء إن توحيد الربوبية هو نفسه توحيد الألوهية والعكس كذلك، فلا فرق بينهم، واستدلوا بعدة أدلة منها ما يأتي: [٩] لم يُنقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضوان الله عليهم هذا التقسيم.
[4] أخرجه البخاري برقم (304)، ومسلم برقم (80)، عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه مسلم برقم (79)، عن ابن عمر رضي الله عنهما.