فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما، يوم الأضحى، ويوم الفطر) فوجه الدلالة أن اليومين الجاهليين لم يقرهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين، والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه ". شاهد أيضًا: الفرق بين السنة الهجرية والميلادية حكم الاحتفال بعيد أول السنة الميلادية الكريسماس إنّ الخوض في تقديم كلام العلماء في حكم الاحتفال برأس السنة يدفع البعض إلى التساؤل حول الحكم الشرعي للاحتفال كذلك في الكريسماس، وقد بيّن أهل العلم أنّ احتفال المسلم بالكريسماس لا يجوز كما هو الحال في الاحتفال برأسِ السنــة والله ورسوله أعلم. أعياد المسلمين إنّ الأعياد التي شرعها الله -عزّ وجلّ- للمسلمين هما عيدان: عيد الفطر بعد انقضاء شهر رمضان، وكذلك عيد الأضحى في ختام العشر من ذي الحجة، ولعلّه يمكننا تسمية عيد ثالث للمسلمين، ألا وهو يوم الجمعة المبارك، وقد قال الابن الأعرابي في معنى العيد: "سُميَ العِيدُ عيدًا لأَنه يعود كل سَنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد، قال ابنُ منظور: العِيدُ: كلُّ يوم فيه جَمْعٌ، واشتقاقه مِن عاد يَعُود، كأَنهم عادوا إِليه، وقيل: اشتقاقه مِن العادة لأَنهم اعتادوه، والجمع أَعياد"، والحكمة من مشروعيّة هذه الأعياد في الدين الإسلامي، هو الفرحة والسرور والمكافأة للمسلمين على عبادتهم وصبرهم، والله ورسوله أعلم.
3- أقوال العلامة محمد بن إبراهيم في الأحتفال برأس السنة مفتي الديار السعودية: يرى الشيخ عدم جواز المشاركة في تلك الأعياد، ولا شراء مستلزماتها ولو كانت على سبيل إهدائها لغير المسلمين، وقال: "ولا نشك في أنكم تعرفون عدم جواز ذلك وما ذكره أهل العلم من الاتفاق على حظر مشاركة الكفار من مشركين وأهل كتاب في أعيادهم. 4- أقوال العلامة عبد العزيز بن باز في الأحتفال برأس السنة يرى العلام ة أنه لا يجوز لأي مسلم أو مسلمة مشاركة النصارى والمشركين أعيادهم، وأوجب ترك ذلك الأمر، كما يرى الشيخ عدم جواز مساعدتهم في الاحتفال بتلك الأعياد ولا الاشتراك فيها بأي حالٍ كان، وقال الشيخ: "لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة مشاركة النصارى، أو اليهود، أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم، بل يجب ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقومٍ فهو منهم، والرسول -صلى الله عليه وسلم- حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.
الشيخ ابن عثيمين: "لا يحل للإنسان أن يجاملَ كافرًا على حساب دينه، ولو كان هذا الكافر قد أحسن إليه كثيرًا؛ لأن الدِّينَ مقدَّم على كل شيء، وبناءً على هذه القاعدة لا يحل للطالب أن يبعث إلى أستاذه تهنئة بالشعائر الدينية؛ كأعيادهم التي تكون على رأس السنة الميلادية، أو عيد الميلاد، فمَن فعل ذلك فقد أتى إثمًا كبيرًا". حُكم الاحتفال برأس السنة الميلادية ويُعد رأس السنة الميلادية هو اليوم الأول من كل عام ميلادي جديد والذي يحتفل به العالم بأكمله في منتصف ليلة اليوم الأول من شهر يناير في بداية كل عام، وذلك من خلال إطلاق الألعاب النارية، تبادل التهاني، انطلاق الاحتفالات والمهرجانات والفاعليات الاحتفالية، وهو يوم عطلة رسمية في مختلف دول العالم. وقد أختلف أهل العلم بقدر كبير أمر جواز الاحتفال برأس السنة الميلادية، وقد جاء اختلافهم في قولين على النحو التالي: جوّاز الاحتفال أباح بعض من أهل العلم احتفال المسلمين برأس السنة الميلادية، وذلك لأنهم لم ينظروا إليه كعيد ديني، إلا أنها مجرد مناسبة اجتماعية يتم فيها الاحتفال بانتهاء عام مضى وحلول عام جديد، ألا أنهم اشترطوا في إباحة الأمر التزم المسلمين بالضوابط الشرعية للاحتفالات والتي لا يجوز فبها الاتجاه نحو الشبهات والمحرمات.