حكم شرب الماء واقف من الأحكام الشرعية التي تهتم يتفاصيل حياتنا الدقيقة، والتي على كل مسلم الاطلاع عليها؛ لما فيها من خير ومنفعة ببشخص في دينه ودنياه، ولإن الماء هو أهم شيء في حياتنا، وبدونه لا نستطيع العيش، فقد خصصنا هذا المقال لنسلط الضوء على حكم شرب الماء واقف، وعلى أضرار شرب الماء واقفًا، وأيضًا سنتعرف على بعض أحكام شرب الماء في الإسلام. حكم شرب الماء واقف أمر رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم-بالشرب جالسًا، ونهى عن الأكل والشرب واقفًا لكن ورد أيضًا عنه أنَّه شرب واقفًا وقاعدًا، وأكل واقفًا وقاعدًا، ودليل ذلك في قول رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم-في حديثه الشريف: " إنَّ نَاسًا يَكْرَهُ أحَدُهُمْ أنْ يَشْرَبَ وهو قَائِمٌ، وإنِّي رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَعَلَ كما رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ" [1] ،وهنا يكون النهي عن الشرب واقفًا من باب الكراهة ، وليس من باب التحريم [2] ، والله أعلم. اضرار شرب الماء واقف أمر رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم-بالشرب جالسًا، ونهى عن الشرب واقفًا لما في ذلك من أضرار، وفيما يلي نذكر بعض هذه الأضرار:[3] يؤثر شرب الماء واقفًا وبكميات كبيرة ودفعة واحدة إلى إلحاق الضرر بالكلى و المثانة ، بسبب وصول الماء إليهما بدفعات كبيرة، فيؤثر ذلك على عضلاتهما.
قال أحمد شاكر في تحقيق المسند: إسناده صحيح اهـ. وروى الترمذي (1881) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: كُنَّا نَأْكُلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَمْشِي ، وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ. صححه الألباني في صحيح الترمذي. وقد جمع العلماء بين هذه الأحاديث بأن النهي ليس للتحريم ، وإنما هو محمول على الإرشاد ، وأن الأفضل أن يشرب جالساً ، وأحاديث شرب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائماً تدل على جواز ذلك. قال النووي رحمه الله: "لَيْسَ فِي هَذِهِ الأَحَادِيث بِحَمْدِ اللَّه تَعَالَى إِشْكَال, وَلا فِيهَا ضَعْف, بَلْ كُلّهَا صَحِيحَة, وَالصَّوَاب فِيهَا أَنَّ النَّهْي فِيهَا مَحْمُول عَلَى كَرَاهَة التَّنْزِيه. ما حكم الأكل قائما ؟ - الإسلام سؤال وجواب. وَأَمَّا شُرْبه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا فَبَيَان لِلْجَوَازِ, فَلا إِشْكَال وَلا تَعَارُض, وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ يَتَعَيَّن الْمَصِير إِلَيْهِ.
اضرار شرب الماء واقفا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم زجر عن الشرب قائماً رواه مسلم. و عن أنس وقتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم ' أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً ' ، قال قتادة: فقلنا فالأكل ؟ فقال: ذاك أشر و أخبث 'رواه مسلم و الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: لا يشربن أحدكم قائماً فمن نسي فليستقي ' رواه مسلم. و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:' نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الشرب قائماً و عن الأكل قائماً و عن المجثمة و الجلالة و الشرب من فيّ السقاء '. ما حكم الشرب واقفاً؟ - مشهور حسن سلمان - طريق الإسلام. الإعجاز الطبي الدكتور عبد الرزاق الكيلاني * أن الشرب و تناول الطعام جالساً أصح و أسلم و أهنأ و أمرأ حيث يجري ما يتناول الآكل والشارب على جدران المعدة بتؤدة و لطف. أما الشرب واقفاً فيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قعر المعدة و يصدمها صدماً ،و إن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها و ما يلي ذلك من عسر هضم. و إنما شرب النبي واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة ، و ليس على سبيل العادة و الدوام. كما أن الأكل ماشياً ليس من الصحة في شيء و ما عرف عند العرب و المسلمين.
لكن في حديث ابن عمر الذي أخرجه الترمذي وصححه ، قال: كنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم نأكل ونحن نمشي ، ونشرب ونحن قيام. فهذا يدل على أن النهي ليس للتحريم ، ولكنه لترك الأولى ، بمعنى أن الأحسن والأكمل أن يشرب الإنسان وهو قاعد ، وأن يأكل وهو قاعد " انتهى من "شرح رياض الصالحين" (ص862) بترقيم الشاملة. والله أعلم.
- ويقول الدكتور ابراهيم الراوي في مقاله نظرة الى نظام الاسلام في التغذية المنشور في مجلة حضارة الاسلام: إن الانسان في حالة الوقوف يكون متوتراً، ويكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالية شديدة فلا يستطيع السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوزان. - لذا فإن الشراب أو الطعام في حالة الوقوف قد يؤدي الى احداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة. وهذه الانعكاسات إذا حصلت بشكل مفاجئ قد تؤدي الى انطلاق النهي العصبي الخطير َُىُّىلىوَة ٌفهفض، لتوجيه ضربته القاضية للقلب الذي يتوقف، فيحدث اغماء أو موت مفاجئ، وربما سبب مرض القرحة. - أقول: والرسول صلى الله عليه وسلم لم ينه عن الشرب قائماً فقط، بل أمرنا ان نشرب الماء على ثلاث دفعات، فعن أنس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتنفس إذا شرب ثلاثاً (رواه الشيخان). وعن عائشة رضي الله عنها، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: مصوا الماء مصا، ولا تعبوا عبا، فإن الكبادة من العب (رواه البيهقي في شعب الايمان) والكباد مرض في الكبد. يقول الدكتور محمود النسيمي في كتابه الطب النبوي والعلم الحديث إن في ذلك فوائد منها أنه يتذوق الماء والشراب أولاً، ليدرك مدى صلاحية الماء للشرب ودرجة حرارته، فإذا وجده غير صالح توقف عن شربه.
السؤال: ما حكم تأخير الزكاة عن وقتها؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد. من لم يخرج الزكاة منذ سنوات.. الحكم والواجب - إسلام ويب - مركز الفتوى. فالزكاة هي من الشعائر والأركان العظيمة في هذا الدين التي قرنها الله تعالى بالصلاة في مواضع كثيرة من آيات الكتاب الحكيم، ومنزلتها لا تخفى على المؤمن، فهي فريضة وشعيرة، وهي أصل منطلق إصلاح ما بين الإنسان والخلق، ولذلك يقرن الله تعالى بين الصلاة والزكاة في كتابه الحكيم، فالصلاة هي إصلاح ما بين العبد وربه، والزكاة هي إصلاح ما بين العبد والخلق، ولذلك يقرن بينهما، وهذا من الحِكَم التي ذكرها بعض أهل العلم في القرن بين هاتين الفريضتين في كتاب الله تعالى. وأما مسألة التأخير: فالله تعالى فرض الزكاة وحدد وقتها فيما يتعلق بزكاة الثمار، فقال الله تعالى: ﴿ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ﴾ سورة الأنعام:141 ، فجعل التحديد ليوم الحصاد. وهذا يدل على أن الزكاة مفروضة في وقت فيجب على المؤمن أن لا يتخلف عن هذا الوقت. وما هو هذا الوقت ؟ ففيما يتعلق بالأموال النقدية هو مرور حول كما هو قول جماهير العلماء في إيجاب زكاة النقدين وما يقوم مقامهما من الأوراق النقدية وغيرهما، وعليه؛ فإنه يجب على المؤمن أن يبادر إلى إخراج الزكاة في وقتها.
تاريخ النشر: الخميس 28 محرم 1436 هـ - 20-11-2014 م التقييم: رقم الفتوى: 275152 11351 0 189 السؤال هناك مبلغ من المال لم تُخرج زكاته لعدة سنوات. السؤال: عند إخراج زكاته الآن هل يجب زيادة قيمة زكاة السنوات الماضية نظرا لنقصان قيمة العملة خلال هذه السنوات؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالزكاة يجب إخراجها فورًا بعد الوجوب, ولا يجوز تأخيرها من غير عذر, وهذا الشخص الذي أخّر الزكاة عن وقتها يجب عليه أن يتوب إلى الله مما وقع فيه, كما يجب عليه إخراج الزكاة عن السنين الماضية فورًا كاملة. ففي فتاوى اللجنة الدائمة: من وجبت عليه زكاة وأخرها بغير عذر مشروع أثم، لورود الأدلة من الكتاب والسنة بالمبادرة بإخراج الزكاة في وقتها. ب ـ من وجبت عليه زكاة ولم يخرجها في وقتها المحدد وجب عليه إخراجها بعد، ولو كان تأخيره لمدة سنوات فيخرج زكاة المال الذي لم يزك لجميع السنوات التي تأخر في إخراجها، ويعمل بظنه في تقدير المال وعدد السنوات إذا شك فيها، لقول الله -عز وجل-: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. حكم تأخير الزكاة عن وقتها بغير عذر كلمات. انتهى.
فرعٌ: لو أخَّر الزَّكاةَ عن مَوعِدِها ثم زاد مالُه؛ فإنَّ المُعتبَرَ وقتُ وُجوبِها عند تمامِ الحَوْل، فلو كانت تجِبُ في رمضانَ ومالُه عشَرةُ آلافٍ، فأخَّرَها إلى ذي الحجَّةِ، فبلَغَ مالُه عشرينَ ألفًا، فلا زكاةَ عليه إلَّا في العَشَرةِ ((الشرح الممتع)) لابن عُثيمين (6/190). انظر أيضا: المطلب الأوَّل: حُكمُ إخراجِ الزَّكاةِ بعد وجوبِها. المطلبُ الثالث: حُكمُ تعجيلِ الزَّكاةِ. لا يجوز تأخير الزكاة عن وقتها إلا من عذر - إسلام ويب - مركز الفتوى. المطلب الرابع: هلاكُ المالِ بعد وُجوبِ الزَّكاةِ. المطلب الخامس: أداءُ الزَّكاةِ لِمَن تراكمتْ عليه سِنين.
يجوزُ تأخيرُ دفْعِ الزَّكاةِ؛ للحاجةِ والمصلَحةِ مِن صُوَرِ التَّأخيرِ للحاجَةِ أو للمصلحةِ: الصورة الأولى: أن يكونَ عليه مَضَرَّةٌ في تعجيلِ الإخراجِ؛ مثل مَن يحولُ حَولُه قبل مجيءِ السَّاعي، ويخشى إنْ أخرَجَها بنفْسِه أخَذَها السَّاعي منه مرَّةً أخرى، فله تأخيرُها. الصورة الثانية: أن يُؤَخِّرَها ليعطِيَها لِمَن حاجته أشدُّ مِن غَيره، أو ليعطيَها لقريبٍ أو جارٍ. الصورة الثالثة: أن يؤخِّرَها لغَيبةِ المستحِقِّ، أو لعُذرِ قَحطٍ ومجاعةٍ. ((الإنصاف)) للمرداوي (3/133، 134)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/255، 256)، ((مجلة البحوث الإسلامية)) (33/128). حكم تأخير الزكاة عن وقتها بغير عذر طبي. ، وهذا مذهبُ الشافعيَّة قال الرمليُّ: (وله تأخيرُها لانتظارِ أحوجَ أو أصلحَ، أو قريبٍ أو جارٍ؛ لأنَّه تأخيرٌ لغَرَضٍ ظاهرٍ، وهو حيازةُ الفضيلةِ، وكذا ليتروَّى حيث تردَّدَ في استحقاقِ الحاضرينَ، ويضمَنُ إنْ تَلِفَ المالُ في مدَّةِ التأخيرِ لحُصولِ الإمكان، وإنَّما أخَّرَ لِغَرضِ نفْسِه، فيتقيَّد جوازُه بشرْطِ سَلامةِ العاقِبةِ). ((نهاية المحتاج)) للرملي (3/135)، وينظر: ((الفتاوى الفقهية الكبرى)) لابن حجر الهيتمي (2/43). ، والحَنابِلَة ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/255)، ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/510).