انتشرت الظاهرة سريعاً حتى أصابت 129 شخصاً من أصل 680 هم سكان القرية. وحالهم أفضل بمراحل من حالة الجزائري (الحاج صالح) الذي يسكن في مدينة (الجلفة)، حيث ذكرت صحيفة (الشروق) الجزائرية أنه يبحث عن النوم في كل زاوية في منزله منذ غادره عام 1992 ولم يجده. حالة الحاج طرحت أسئلة كثيرة حيّرته وحيّرت عائلته ومعها الأطباء. هذا المرض، إن جازت تسميته كذلك، جعل الرجل نحيلاً وتراجع وزنه إلى 50 كيلوغراماً بعد كان أكثر من 80 كيلوغراماً، وبات المسكين يخاف من الليل وظلامه. فعندما ينام الناس ليلاً يهيم هو في الشوارع علّه يجد النوم في مكان ما من زوايا الشوارع، وبعد أن يفقد الأمل يعود مرة أخرى لغرفته الصغيرة ويجد عائلته نائمة. ولم يكذب (عمر الخيام) عندما قال: فما أطال النوم عمراً - ولا قصّر في الأعمار طول السهر والدلالة على ذلك: أن (الحاج صالح) يعد من أكبر السكان عمراً في بلدته.
يقول عمر الخيام في رباعياته الشهيرة: " أفِقْ خَفيفَ الظِلِ هذا السَحَر.. نادى دَعِ النومَ وناغِ الوَتَر.. فما أطالَ النومُ عُمرا.. ولا قَصَرَ في الأعمارَ طولُ السَهَر ". إنها قصيدة "ما أطال النوم عمرا" من كلمات الشاعر " غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام نيسابوري "، والتي أنتجت عام 1950 م، وغنتها أم كلثوم بألحان رياض السنباطي، وقد كان والده يعمل بصنع الخيام لذلك سمي بعمر الخيام، وهو عالم فلك ورياضيات وفيلسوف وشاعر مسلم، ولد وترعرع في مدينة خراسان بدولة إيران، وقدم لنا كيفية حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة عبر قطع المخروط. من الناحية العلمية حول مدى صحة "نفي عمر الخيام لإطالة النوم لعمر الإنسان وتقصيره السهر" فإن الدراسات الطبية الحديثة تؤكد عكس ما يقوله الخيام؛ فوجد أن قلة النوم تسبب مضاعفات تؤثر سلبيا على صحة الإنسان، بحيث تقلل من مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجال، وتخفض العمر المتوقع للشخص. يتضح أيضا أن معدل الإنتاج الذي نحصل عليه من تقليل ساعات النوم تذهب سدى نتيجة تأثير قلة النوم السلبي عليك، مثل فقدان القدرة على التركيز، وتقلبات المزاج، وانخفاض قدرة الدماغ على أداء مهام التفكير العليا.
اليوم سعد الحريري أمام مفترق طريق صعب بل بالغ الصعوبة، فأن يشكل وزارة وفق أهواء حزب الله والتيار العوني، فلهذا معنى واحد هو الفشل، وإن اشتغل على تشكيل وزارة (مهمة) فكل الأجواء لاتوحي بأنه سينال ثقة برلمان محتل من قبل ثالوث حزب الله وحركة أمل والتيار العوني، وهاهو الحريري وقد بات مكبّلًا مطلوب منه السباحة في هذا البحر الهائج. أن يتنحّى فلهذا معنى واحد هو: ـ التسليم للخراب. وأن يتقدم، فلهذا معنى واحد: ـ العمل على الاستحالة. ما الذي سيتبقى أمام الحريري؟ أمامه أن يقلل من ساعات نومه، وأن يواجه الجمهور اللبناني بالحقيقة، كل الحقيقة، دون اجتزاء وأن ينفتح على الإعلام ليحكي كل المؤجل من الكلام. إذا مافعل ذلك فقد يكسب الناس.. يكسب حركة الشباب ويكسب الشارع بما فيه الشارع الشيعي، ذاك الذي كان حزام بؤس بيروت، ولم ينتعش يومًا أو يخرج من هذا الحزام. على الحريري أن ينطق. أن يقلل من ساعات نومه "فما أطال النوم عمرًا".
من ناحية أخرى، وبسبب القلق المتزايد من الآثار الصحية والبيئية للضوء في الليل، أجريت دراسات واختبارات عدة حول التعرض الخاطئ للضوء وتأثيره في الساعة البيولوجية للجسم، بالتالي الأضرار الصحية الناشئة عنه، وبعضها يتمحور حول التلوث الضوئي أو ما يعرف بالآثار السلبية للضوء الاصطناعي. إذ يؤثر في مستوى إفراز الميلاتونين أو ما يعرف بهرمون النوم وعلى حركة العينين المغمضة أثناء النوم. إذ اتضح أن التعرّض لمدة ساعتين للضوء الأزرق في المساء يثبط الميلاتونين. وعلى الرغم من أن الإرشادات الخاصة بالعاملين ليلاً توصي بضرورة النوم في بيئة مظلمة نهاراً، إلا أن إحدى الدراسات أثبتت أن الإضاءة الساطعة بعد العمل الليلي لا تقلل من إفراز الميلاتونين في الليل. ومع هذا صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان أعمال الدوام الليلي في المجموعة الثانية من "المواد المسرطنة المحتملة للبشر" لأنها تنطوي على اضطراب يومي. بوم وديوك وعصافير أخرى وقد درجت تسمية الأشخاص الذين يفضلون الليل بالكائنات الليلية أو البوم لأنه طائر ليلي، أما النهاريون فيسمون ديوك أو عصافير مزقزقة لأنهم ينشطون مع طلوع الشمس، ويغلقون جفونهم مع قدوم الليل. تقول نجلاء فرح إنها تكره ضوء النهار كثيراً، لذلك لا يصل نور الشمس إلى غرفة نومها، فالستائر حاجبة بشكل كلّي للضوء الخارجي.
وإذا أردنا أن نبحث عن أمثلة تطبيقية لهذه القاعدة في كتاب الله، فإن من أشهر الأمثلة وأظهرها تطبيق نبي الله يوسف صلى الله عليه وسلم لها، وذلك أنه حينما احتال على أخذ أخيه بنيامين، بوضع السقاية في رحل أخيه ـ في القصة المعروفة ـ جاء إخوته يقولون: {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 78]} فأجابهم يوسف قائلاً: {مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ[يوسف: 79]}. قارن هذا ـ بارك الله فيك ـ بقول فرعون حينما قال له كَهَنته: إنه سيولد من بني إسرائيل غلامٌ ستكون نهاية ملكك على يده! القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنعام - الآية 164. لقد أصدر مرسومه الظالم الآثم بقتل جميع من يولد من بني إسرائيل ـ وهم آلاف وربما أضعاف ذلك بعشرات ـ من أجل طفلٍ واحد فقط!! ولكن الذي كان يقول للناس: أنا ربكم الأعلى لا يستغرب منه هذا الأمر الخُسْر! وفي الواقع ثمة أناس ساروا على هدي يوسف؛،فتراهم لا يؤاخذون إلا من أخطأ أو تسبب في الخطأ، ولا يوسعون دائرة اللوم على من ليس له صلة بالخطأ، بحجة القرابة أو الصداقة أو الزمالة ما لم يتبين خلاف ذلك!
هناك أمر يغفل عنه كثير من الناس في شأن هذه التصرفات الخارجة عن الدين، بأن ينسى أحدنا أنه ربما يقع منه أو من طرفه على الآخرين مثلما وقع عليه. وهنا لا بد من استشعار أن نعامِل كما نحب أن نعامَل، فهل يحب أحدنا أن يجلو كما جلا غيره، أو أن يتعرض للقتل والتهديد لأنه قريب القاتل؟ هذا ما ينبغي أن نفهمه، وربما يكون العفو ابتداء فيما لا قصد فيه، وهنا نتذكر ميزة العفو عند المقدرة. ودعوة أخرى للدولة أن تكون حازمة في شأن الجريمة والعقوبات التي ينبغي أن تكون، فالدولة بترددها وتوقفها عن تنفيذ العقوبة تشجع أهل المقتول أن يأخذوا حقهم بأيديهم، وربما يتمادون في ذلك، فهذا تشجيع بطريقة غير مباشرة على الفوضى التي لا نريد، والتي تتعارض مع مبادئ السلم والاستقرار التي هي من أهم حقوق الناس. العدل الإلهي: يقول عز وجل في القرآن الكريم :"ولاتزر وازرة وزر أخرى ". لم تكن أحكام العقوبات في الإسلام بلا تفصيل، بمعنى أن الاجتهاد فيها في جزئيات متعلقة بأصولها، أما هي فقد فُصِّل معظمها، لتكون رسالة واضحة أن لا مجاملة فيها. فالحدود حددها الله ورسوله، ولا يجوز لأحد التنازل عنها أو المناقشة فيها، فهي حق لله تعالى، وتشمل الزنا والقذف وشرب الخمر والحرابة والسرقة…، وأجاب الرسولُ صلى الله عليه وسلم أسامةَ بن زيد لما أرسله بعض الناس ليشفع في امرأة من بني مخزوم سرقت، أن لا يقيم عليها الحد، فقال قولته المشهورة: "إنما أهلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإن سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
القاعدة الثامنة: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) للاستماع والحفظ للمادة الصوتية للاستماع عالي الدقة أما بعد: فالمسطور يبدئ ويعيد، في ثوب جديد، ويسفر بادي الحُسن وحروفه زكية، وسيماه: (قواعد قرآنية)، نقف فيه مع قاعدة من القواعد القرآنية العظيمة، التي تؤسس مبدأً شريف القدر، سامي الذرى، إنه مبدأ العدل، وهذه قاعدة طالما استشهد بها العلماء والحكماء والأدباء؛ لعظيم أثرها في باب العدل والإنصاف، تلكم هي ما دل عليها قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الزمر: 7](1). والمعنى: أن المكلفين إنما يجازون بأعمالهم إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، وأنه لا يحمل أحدٌ خطيئةَ أحد ولا جريرتَه، ما لم يكن له يدٌ فيها، وهذا من كمال عدل الله تبارك وتعالى وحكمته. ولعل الحكمة من التعبير عن الإثم بالوزر؛ لأن الوزر هو الحمل ـ وهو ما يحمله المرء على ظهره ـ فعبر عن الإثم بالوزر لأنه يُتَخّيَلُ ثقيلاً على نفس المؤمن(2). ولا تزروا وازرة وزر اخرى للبيع. وهذه القاعدة القرآنية تكرر تقريرها في كتاب الله تعالى خمس مرات، وهذا ـ بلا شك ـ له دلالته ومغزاه. وإن هذا المعنى الذي دلت عليه القاعدة ليس من خصائص هذه الأمة المحمدية، بل هو عام في جميع الشرائع، تأمل قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (*) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (*) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (*) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (*) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (*) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (*) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (*) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (*) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} [النجم: 33 - 41].
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) يقول تعالى: ( قل) يا محمد لهؤلاء المشركين بالله في إخلاص العبادة له والتوكل عليه: ( أغير الله أبغي ربا) أي: أطلب ربا سواه ، وهو رب كل شيء ، يربني ويحفظني ويكلؤني ويدبر أمري ، أي: لا أتوكل إلا عليه ، ولا أنيب إلا إليه; لأنه رب كل شيء ومليكه ، وله الخلق والأمر. هذه الآية فيها الأمر بإخلاص التوكل ، كما تضمنت الآية التي قبلها إخلاص العبادة له لا شريك له. وهذا المعنى يقرن بالآخر كثيرا في القرآن كما قال تعالى مرشدا لعباده أن يقولوا: ( إياك نعبد وإياك نستعين) [ الفاتحة: 5] ، وقوله ( فاعبده وتوكل عليه) [ هود: 123] ، وقوله ( قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا) [ الملك: 29] ، وقوله ( رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) [ المزمل: 9] ، وأشباه ذلك من الآيات. ولا تزروا وازرة وزر اخرى اضغط هنا واقرئها. وقوله: ( ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى) إخبار عن الواقع يوم القيامة في جزاء الله تعالى وحكمه وعدله ، أن النفوس إنما تجازى بأعمالها إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر ، وأنه لا يحمل من خطيئة أحد على أحد.
ووجه ما اقتضته المبالغة من " لو " الوصلية أن ذا القربى أرق وأشفق على قريبه ، فقد يظن أنه يغني عنه في الآخرة بأن يقاسمه الثقل الذي يؤدي به إلى العذاب فيخف عنه العذاب بالاقتسام. [ ص: 290] والإطلاق في القربى يشمل قريب القرابة كالأبوين والزوجين كما قال تعالى يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه. وهذا إبطال لاعتقاد الغناء الذاتي بالتضامن والتحامل فقد كان المشركون يقيسون أمور الآخرة على أمر الدنيا فيعللون أنفسهم إذا هددوا بالبعث بأنه إن صح فإن لهم يومئذ شفعاء وأنصارا ، فهذا سياق توجيه هذا إلى المشركين ثم هو بعمومه ينسحب حكمه على جميع أهل المحشر ، فلا يحمل أحد عن أحد إثمه. ولا تزِرُ وازرةٌ وِزرَ أُخرى - YouTube. وهذا لا ينافي الشفاعة الواردة في الحديث ، كما تقدم في سورة سبأ ، فإنها إنما تكون بإذن الله تعالى إظهارا لكرامة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ولا ينافي ما جعله الله للمؤمنين من مكفرات الذنوب كما ورد أن أفراط المؤمنين يشفعون لأمهاتهم ، فتلك شفاعة جعلية جعلها الله كرامة للأمهات المصابة من المؤمنات.