شكلت الانتفاضة فورة قوية من الاحتجاجات من قلب المجتمع الفلسطيني. وتشكلت لجان محلية في كل مكان يقودها جيل جديد من الناشطين (الشباب). ومن أجل منع الجيش الإسرائيلي من تتبعها، عملت في الخفاء. وجاء معظم الناشطين من منظمات المقاومة الفلسطينية المختلفة. وتم تنسيق عمل اللجان المحلية في وقت لاحق من قبل القيادة الوطنية الموحدة (للانتفاضة)، والتي كانت على اتصال وثيق مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، حيث أقامت منظمة التحرير الفلسطينية مقرها بعد طردها من بيروت عام 1982. كانت المطالب الرئيسية للانتفاضة هي الإنهاء الفوري للاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الرسمي الوحيد للشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة (في فلسطين). الانتفاضة الفلسطينية الاولى. كانت أساليب المقاومة هي الإضرابات والمظاهرات بشكل خاص (مع الفتيان الذين كانوا يرشقون الجنود بالحجارة والصخور)، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية بالتزامن مع سياسة نشطة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي. مباشرة عند بداية الانتفاضة، دخلت قوة جديدة على الساحة السياسية: حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهي فرع فلسطيني من حركة الإخوان المسلمين. وقبلها بفترة وجيزة، ظهرت مجموعة أخرى ذات توجه إسلامي، الجهاد الإسلامي.
أ. و. قراءات مختارة: توما، اميل. "فلسطين في العهد العثماني". عمان: الدار العربية للنشر والتوزيع، 1980. دوماني، بشارة. "إعادة اكتشاف فلسطين: أهالي جبل نابلس 1700-1900". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002. فلسطين: الانتفاضة الأولى (1987 - 1993). جوهرية، واصف. "القدس العثمانية في المذكرات الجوهرية: الكتاب الاول من مذكرات الموسيقي واصف جوهرية، 1904-1917". تحرير وتقديم: سليم تماري وعصام نصار. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2003. مناع، عادل. "تاريخ فلسطين في اواخر العهد العثماني". "لواء القدس في اواسط العهد العثماني: الادارة والمجتمع منذ أواسط القرن الثامن عشر حتى حملة محمد علي باشا سنة 1831". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2008.
وبذلك توقفت الانتفاضة الأولى؛ لأن أي تحرك بعد الآن يقوم به المجاهدون سيقف في وجهه أجهزة الأمن الفلسطينية التي كانت مهمتها الأساسية حفظ الأمن (الصهيوني)، كما توهم بعض أجنحة الانتفاضة أن البلاد تحررت من الاحتلال الصهيوني، وأنها ستكمل انسحابها من الضفة وغزة، وتخلي المستوطنات، ويعود النازحون واللاجئون!! الانتفاضة الفلسطينية الأولى. الانتفاضة الأولي (حقائق وأرقام): - استشهاد 1550 فلسطينياً خلال الانتفاضة. - اعتقال 100000 فلسطيني خلال الانتفاضة. تشير معطيات مؤسسة الجريح الفلسطيني إلى أن عدد جرحى الانتفاضة يزيد عن 70 ألف جريح، يعاني نحو 40% منهم من إعاقات دائمة، 65% يعانون من شلل دماغي أو نصفي أو علوي أو شلل في احد الأطراف بما في ذلك بتر أو قطع لأطراف هامة. كشفت إحصائية أعدتها مؤسسة التضامن الدولي أن 40 فلسطينياً سقطوا خلال الانتفاضة داخل السجون ومراكز الاعتقال الصهيونية بعد أن استخدم المحققون معهم أساليب التنكيل والتعذيب لانتزاع الاعترافات.
ورأى أنّه لولا الانتفاضة الأولى لكانت القضية الفلسطينية في طريقها للطي والتذويب، لكنها جاءت لتعيد لمنظمة التحرير هيبتها ومكانتها وأعطتها أوراق قوة جديدة مكّنتها من فرض خط سياسي لاحق، أثمر بإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية التي عبد طريقها آلاف من شباب الداخل بدمائهم، وسنين عمرهم التي قضوها في المعتقلات، مضيفاً "سيبقى أبناء شعبنا هم الحصانة والضمانة والحاضنة لأي مشروع تحرري بالأمس واليوم وغداً". وفي ختام حديثه، توجه أبو شمالة بالتحية لكل المناضلين في المعتقلات، وعوائل شهداء الشعب الفلسطيني، والجرحى، والرفاق في القيادة الموحدة للانتفاضة، وكل من صنع جزءً مهماً وفارقاً من تاريخ شعبنا المناضل.