زيارات الشيخ محمود خليل الحصري زار الشيخ الحصري كثيرا من البلاد العربية والإسلامية الآسوية والإفريقية، وأسلم على يديه كثيرون، فسافر إلى الولايات المتحدة لأول مرة موفدا من وزارة الأوقاف للجاليات الإسلامية بأمريكا الشمالية والجنوبية. وأثناء زيارته الثانية لأمريكا قام بتلقين الشهادة لثمانية عشر رجلا وإمرأة أمريكيين أشهروا إسلامهم على يديه بعد سماعهم لتلاوته القرآن الكريم، أول من رتل القرآن الكريم فى أنحاء العالم الإسلامى فى الامم المتحدة أثناء زيارته لها بناء على طلب جميع الوفود العربية والإسلامية. وكان الشيخ محمود خليل الحصري وأول من رتل القرآن الكريم فى القاعة الملكية وقاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز فى لندن و دعاه مجلس الشئون الإسلامية إلى المدينتين البريطانيتين ليفر بول وشيفلد ليرتل أما الجاليات العربية والإسلامية فى كل منهما، وهو أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم. ونادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن فى جميع المدن والقرى، وقام هو بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة، وكان حريصا فى أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد دينى ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة، وأوصى فى خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق فى كافة وجوه البر.
يقول القارئ بركة الله سليم للجزيرة نت "توجهت إلى مصر بمساندة مالية من رجل أعمال كان يرسل الطلبة إلى مصر لدراسة القرآن الكريم، حالفني الحظ وذهبت عام 1964 إلى القاهرة وهناك التقيت أفضل القراء، ومنهم الشيخ محمود خليل الحصري، وأنهيت هذه المرحلة في غضون 6 سنوات وتعلمت القراءات العشر". القارئ بركة الله سليم يقرأ أمام طلابه (الجزيرة) تمكن القارئ سليم من وضع أسس جديدة على غرار المدرسة المصرية في تحفيظ القرآن الكريم وطريقته كانت مغايرة لتلك الموجودة في أفغانستان وباكستان. يقول الشيخ عبد الرحمن صميم، أستاذ الدراسات الاسلامية في جامعة ننغرهار، للجزيرة نت "مدارس تحفيظ القرآن في أفغانستان تنتهج النموذج الديوبندي (نسبة إلى جامعة إسلامية تُسمى دار العلوم ديوبند أسست عام 1867 في مدينة ديوبند) وتهتم برواية واحدة فقط، ولكن بركة الله تمكّن بفضل ذاكرته القوية من تجويد 14 رواية وأسس مدرسة خاصة به على غرار المدرسة المصرية، وحتى الآن لم يتمكن أحد غيره من إجادة القراءات القرآنية" بنفس المستوى. وإثر عودة القارئ بركة الله سليم إلى أفغانستان عام 1970 بدأت مسيرته العلمية والعملية والإعلامية في إذاعة كابل، وبدأ الأفغان يستمعون له في القناة والإذاعة الحكومية وعين أستاذا في أشهر دار لتحفيظ القرآن بالعاصمة كابل، والآن يترأس جمعية قراء أفغانستان ونال درجة الأستاذية في تحفيظ القرآن وتجويده.
13/4/2022 - | آخر تحديث: 14/4/2022 01:44 AM (مكة المكرمة) كابل- عاصر القارئ بركة الله سليم 7 عهود سياسية في أفغانستان وحاز جوائز في مسابقات دولية، وهو الأفغاني الوحيد الذي تتلمذ على يد القراء المصريين المعروفين مثل محمود خليل الحصري (1980) وأبو العينين شعيشع (2011) وكان صديقا مقربا لصاحب الحنجرة الذهبية الشيخ عبد الباسط عبد الصمد. ولد القارئ بركة الله سليم عام 1950 في مديرية "هسكه مينه" بولاية ننغرهار شرقي أفغانستان، وفقد بصره في الشهر الرابع من ولادته، ولجأ في السنة الخامسة إلى كتاتيب حفظ القرآن الكريم وأكمل حفظه كاملا وكان عمره 9 سنوات، إضافة إلى دراسة علم التجويد على يد والده المولوي كلا جان والذي كان من أبرز العلماء في خمسينيات القرن الماضي. يقول الدكتور عبد الخبير كاكر الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة كابل للجزيرة نت "أدرك أبوه أن ابنه يتمتع بذاكرة قوية، لذا قرر إرساله إلى مدرسة تحفيظ القرآن الكريم. والحقيقة لم يكن أمامه خيار آخر لأن بركة الله فقد بصره مبكرا وعندما أكمل حفظ القرآن لمع نجمه في مسقط رأسه". رحلة إتقان القراءات بعدها توجه إلى العاصمة المصرية القاهرة، ودرس على كوكبة من القراء المصريين ومنهم المشاهير الشيخ محمود خليل الحصري، وأبو العينين شعيشع أواخر عقد الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي، وكان من الأفغان الأوائل الذين أتقنوا "قراءات القرآن" وهذه كانت تعتبر سابقة خارج العالم العربي.
▪️رحل فضيلة الشيخ الحصري عن عالمنا في يوم الاثنين 16 محرم سنة 1401هـ، الموافق 24 نوفمبر 1980م، وبقي صوته يجوب العالم، ويُعلّم الأجيال، ويشنِّف الآذان، ويثلج الصدور بقراءته العذبة المتقنة. رحم الله الشيخ الحصري، وغفر له، وجزاه عن القرآن وأهله خير الجزاء، اللهم آمين.