تعريف الكِناية تعود كلمة الكِناية في مادّتها الّلغويّة إلى الفعل (كَنَى)، وكنى بالشّيء أيّ دلّ عليه بإيراد غيره، وذُكِر في مُعجم (لسان العرب) لابن منظور تعريفاً للكناية يقول: "هي أن تتكلّم بشيء وتُريد به غيره"، أمّا في اصطلاح الُّلغة فقد عرّفها العديد من عُلماء اللغة، ومِنهم عبد القاهر الجرجانيّ الذي عرّفها في كتابه (دلائل الإعجاز) بأنّها إيراد معنى ما دون ذِكره بلفظه صريحاً، مع التّدليل عليه بمعنى آخر يتشابه معه في نقطة ما، مِثل: (أحمد طويل النّجاد) أي: طويل القامة، والنِّجاد هو بيت السّيف، فمن يملك بيت سيفٍ طويل عليه أن يكون طويلاً. [١] هُناك تعريف آخر عند ابن الأثير في كِتابه (المَثل السّائر في أدب الكاتب والشّاعر) ذَكَر فيه أنّ الكِناية هي مُفردة تحمل معنيين اثنين أحدهما حقيقيّ والآخر مجازيّ، كما تشابه تعريف العلويّ اليمنيّ في كتابه (الطّراز) مع تعريف ابن الأثير بالإضافة إلى إيراده أنّ المعنيين لا يكونا بالتّصريح بهما، ويجب الإشارة إلى أنّ التّعريفات الواردة في الكِناية تدلّ على أنّها تقع في الألفاظ لا الأفعال، ولا الكتابة، ولا الإشارات، ولا أيّ وسيلة من وسائل التّعبير الأخرى، وهذا ما اتّفق عليه عُلماء البيان.
[١٤] القوّة: يكون في إيراد المعنى مع ما يتعلّق به، وهذا الإيراد أقوى من التّصريح بالشّيء وحده.