وبناء على ماسبق تتضارب عدة أسئلة ببعضها البعض أولها: هل كان أمر السجود لآدم موجه للملائكة والجن معاً على اعتبار ان إبليس لم يكن من الملائكة ولكنه لم ينفذ أمر السجود و باء بسخط الله سبحانه مما يدل أن الأمر كان موجه له أيضاً؟ ولماذا لم يذكر الخطاب الالهي في الآيات الكريمة الجن في أمر السجود أي أنه لم يقل واذ قلنا للملائكة والجن.! إبليس ليس من الملائكة | مركز الهدى للدراسات الإسلامية. أم يرجح الامر لكثرة الملائكة مقارنة بالجن ربما فتوجه الخطاب الالهي لهم من دون ان يكون هناك استثناء لغيرهم! وهل كان ابليس الجني الوحيد المأمور بالسجود أم كان معه غيره من الجن لان وجود غيره من الجن يعني أن كل الجن أيضاً سجدوا لآدم ولم يخالف الا ابليس! أم أن إبليس هو رمز لكل الجن!!
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ) قبيل من الملائكة يقال لهم الجنّ ، وقال ابن عباس: لو لم يكن من الملائكة لم يؤمر بالسجود ، وكان على خزانة السماء الدنيا ، قال: وكان قتادة يقول: جنّ عن طاعة ربه ، وكان الحسن يقول: ألجأه الله إلى نسبه. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله ( إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ) قال: كان من قبيل من الملائكة يقال لهم الجنّ. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الكهف - الآية 50. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن عوف، عن الحسن، قال: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجنّ، كما أن آدم عليه السلام أصل الإنس. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: كان إبليس على السماء الدنيا وعلى الأرض وخازن الجنان.
ﵟ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﰲ ﵞ سورة النساء ألم تعلم - أيها الرسول - وتتعجب من حال اليهود الذين آتاهم الله حظًّا من العلم، يؤمنون بما اتخذوه من معبودات من دون الله، ويقولون - مصانعةً للمشركين -: إنهم أهدى طريقًا من أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم؟! ﵟ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﰻ ﵞ ألم ترَ - أيها الرسول - تناقض المنافقين من اليهود الذين يَدَّعون كذبًا أنهم آمنوا بما أُنزِل عليك وما أُنزِل على الرسل من قبلك، يريدون أن يتحاكموا في نزاعاتهم إلى غير شرع الله مما وضعه البشر، وقد أمروا أن يكفروا بذلك. الا ابليس كان من الجن ففسق. ويريد الشيطان أن يبعدهم عن الحق إبعادًا شديدًا لا يهتدون معه. ﵟ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﱋ ﵞ المؤمنون الصادقون يقاتلون في سبيل الله لإعلاء كلمته، والكافرون يقاتلون في سبيل آلهتهم، فقاتلوا أعوان الشيطان، فإنكم إن قاتلتموهم غلبتموهم؛ لأن تدبير الشيطان كان ضعيفًا لا يضر المتوكلين على الله تعالى.
فإِذا سَوَّيْتُهُ ونَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لهُ سَاجِدِين، فقالوا: سمعنا وأَطعنا، فقال ابن عباس: فكان إِبليس من الملائكة الذين حُرِقُوا أَوَّلًا. قال أَبو عاصم: ثمَّ أَعاده الله ليضِلَّ به مَنْ يشاءُ. وأَخبرنا أَحمد بن الحسين، قال: حدَّثنا عثمان بن أَبي شيبة، قال: حدَّثنا سعيد بن سليمان، ق خبَّرنا عبَّاد، عن سفيان بن حسين، عن يعلَى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان إِبليس اسمه عَزَازيل، وكانَ من أَشراف الملائكة، من أُولي الأَربعة الأَجنحة، ثمَّ أُبْلِس بعد.
وما تقدّم لا يعني أنّ الله لم يأمره بالسجود بل كان الأمر مُوجّه للجميع، فاستثناء الله إياه منهم لا يدل على كونه من جملتهم، وإنما استثناه منهم لأنه كان مأموراً بالسجود معهم، فلما دخل معهم في الأمر جاز إخراجه بالاستثناء منهم لرفضه الأمر. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف - الآية 50. ولمزيد من التوضيح فيما يتعلق بعبادة إبليس الشكلية وقضية كونه مع الملائكة لا منهم ندلي بهذه الرواية القطعية الصدور: عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن إبليس أكان من الملائكة ؟ وهل كان يلي من أمر السماء شيئا ؟ قال: لم يكن من الملائكة، ولم يكن يلي من السماء شيئا ، كان من الجن وكان مع الملائكة، وكانت الملائكة تراه أنه منها، وكان الله يعلم أنه ليس منها، فلما أمر بالسجود كان منه الذي كان. فعبادة إبليس لم تكن عبادة يقينية بل استسلاماً وإضماراً ونفاقاً. أما قولك أنه يجب على الإنسان أن يتحرر من نظرته المادية القشرية في تفسيره للأمور وفي الحكم على الفاضل والمفضول وأن ينفذ إلى جوهر الأمور و يدرك الحكمة الإلهية من كل أمر وكل فعل صادر عن الله سبحانه وتعالى! فصحيح بامتياز وهو الواجب على كل باحث، فنظرة إبليس كانت قياسيّة بحيث أنه نظر إلى المحسوس دون المعقول فغاب عن الجوهر بسراب الصفة التي لا تفيد النتيجة بل تطرح الوسيلة والأمثلة على ذلك كثيرة.
وذهب آخرون إلى أنه ليس له أولاد ولا ذرية، وأن ذريته أعوانه من الشياطين. قال القشيري أبو نصر: والجملة أن الله تعالى أخبر أن لإبليس أتباعا وذرية، وأنهم يوسوسون إلى بني آدم وهم أعداؤهم، ولا يثبت عندنا كيفية في كيفية التوالد منهم وحدوث الذرية عن إبليس، فيتوقف الأمر فيه على نقل صحيح". هذا؛ والله أعلم. 17 6 64, 161
ﵟ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا ﱴ ﵞ ما يعبد هؤلاء المشركون ويدعون مع الله إلا أوثانًا مسمَّاة بأسماء الإناث كاللات والعُزَّى، لا نفع لها ولا ضرّ، وما يعبدون في الحقيقة إلا شيطانًا خارجًا عن طاعة الله لا خير فيه؛ لأنه هو الذي أمرهم بعبادة الأوثان. ﵟ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﰻ ﵞ سورة المائدة قل - أيها الرسول -: هل أخبركم بمن هم أولى بالعيب، وأشد عقابًا من هؤلاء، إنهم أسلافهم الذين طردهم الله من رحمته، وصيَّرهم بعد المسخ قردة وخنازير، وجعل منهم عُبَّادًا للطاغوت، والطاغوت هو كل من يُعْبد من دون الله راضيًا، أولئك المذكورون شر منزلة يوم القيامة، وأضل سعيًا عن الطريق المستقيم. ﵟ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﰊ ﵞ سورة الأعراف ولقد أنشأنا - أيها الناس - أباكم آدم، ثم صوَّرناه في أحسن صورة، وأحسن تقويم، ثم أَمَرْنا الملائكة بالسجود إكرامًا له، فامتثلوا وسجدوا، إلا إبليس أبى أن يسجد تكبرًا وعنادًا.