والاحترام أحد أشكال الرقي الأخلاقي التي تفتح المجال واسعًا أمام إطلاق المواهب والأفكار الجيدة، وتساعد المجتهد والمجد على تقديم أفضل ما لديه. حديث عن الاحترام لقد كان الرسول قدوة يقتدى بها في احترام الغير على اختلاف أشكالهم ومنازلهم وألوانهم وأجناسهم، وفي ذلك قال جورج برناردشو: "إن العالم أحوج مايكون إلى رجل في تفكير محمد هذا النبي الذي و ضع دينه دائمًا موضع الاحترام و الاجلال فإنه أقوى دين خالد خلود الابد. " ومن الأحاديث الشريفة التي تحدث فيها الرسول عن فضيلة الاحترام نذكر التالي: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط. " وقوله: " إذا جاءكم كريم ُ قوم فأكرموه. احاديث عن احترام الاخرين في الاسلام. " وقوله: "ما أكرم شاب ٌ شيخًا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه. " أسئلة عن الاحترام ما معنى الاحترام؟ الاحترام هو أحد القيم الفاضلة ويعني أن تتعامل بكياسة وتقدير وعناية مع كل من يحيط بك وكل شئ حولك، وأن تدرك قيمة الأشياء والأشخاص، وتقدم لهم المعاملة اللائقة. ما هي مظاهر الاحترام؟ أهم مظاهر الاحترام توقير الصغار للكبار، ورحمة الكبار بالصغار، وإكرام الضيف، وحماية حقوق الضعفاء، والرفق بالنساء، وبر الوالدين، وتبجيل العلماء.
3-إن أي فعل تجاه الآخرين يسبب ردّ فعل من نوعه وجنسه، فإذا كان المسلمون حريصين على احترام دينهم، ومقدساتهم فعليهم أن يحترموا أديان الآخرين ومقدساتهم في ظاهر التعامل معهم وإلا فليتوقعوا الإهانة لمعتقداتهم حينما يسبّون معتقدات الآخرين. وقد وردت أحاديث ونصوص كثيرة تؤكد على المسلمين حسن التعامل مع الآخرين ففي سنن أبي داوود عن رسول الله: "ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة". إن من حق كل من يعيش في ظل الاسلام أن يتنعم بالعدالة ويشمله التضامن والتكافل الإجتماعي وان لم يكن مسلماً، ففي عهد الإمام علي بن أبي طالب مرّ شيخ مكفوف كبير يسأل، أي يستجدي الصدقة من الناس، فانزعج الإمام من هذا المشهد وقال: ما هذا؟ ولم يقل: من هذا؟ ذلك لان هذه الحالة غير مقبولة ولا مرضية بغض النظر عن دين صاحبها. حديث شريف عن الاحترام. وحينما أجابه أصحابه: هذا نصراني! ردهم الإمام غاضبا بقوله: استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه! أنفقوا عليه من بيت المال. ولم يكتف الاسلام باحترام الأحياء من إتباع سائر الأديان بل ترى النبي (صل) يحترم بنفسه أمواتهم ويأمرنا بذلك أيضا. ففي صحيح البخارى بسنده عن جابر بن عبد الله قال: "مرّ بنا جنازة فقام لها النبي وقمنا به، فقلنا يا رسول الله، انها جنازة يهودي!
5- واتِّباع جنازته إذا مات. 6- وتشميته إذا عطس فحَمِدَ الله. 7- ونصيحته إذا استَنصَحك. 8- وإبرار قسمه إذا أقسم عليك. 9- ونصره إذا ظُلِمَ وكنت قادرًا على نصره. حديث قصير عن الاحترام. عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حقُّ المسلم على المسلم خمسٌ: ردُّ السلام، وعيادة المريض، واتِّباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس))؛ متفق عليه [2]. وعنه قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حقُّ المسلم على المسلم ستٌّ: إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دَعاك، فأجبه، وإذا استَنصَحك فانصَحْ له، وإذا عطس فحمد الله فشمِّته، وإذا مَرِضَ فعُدْه، وإذا مات فاتَّبعه))؛ رواه مسلم برقم 2162، وأحمد برقم 2/321، والبخاري في "الأدب المفرد" برقم 991. وعن البراء بن عازب - رضِي الله عنه - قال: "نهانا النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن سبعٍ (وذكرها) وأمَرَنا بسبع: بعِيادة المريض، واتِّباع الجنائز، وتشميت العاطس، ورد السلام، وإجابة الداعي، وإبرار المقسم، ونصر المظلُوم))؛ رواه البخاري برقم 5863. واحترام المسلم يقتضي ألاَّ يتَكبَّر عليه أخوه المسلم ولا يحتقره، فقد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَدخُل الجنَّة مَن كان في قلبه مثقالُ ذرَّة من كبرٍ))، فقال رجل: إنَّ الرجل يحبُّ أنْ يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمال، الكبرُ بطَر الحقِّ وغمْط الناس))؛ رواه مسلم برقم 91، وبطر الحق: دفْعه وردُّه على قائله، وغمط الناس: احتقارُهم.
اسمح لي أن أسألك: ما الذي يجعلك تعتقد أن آراءك هي أكثر أهمية من غيرها؟ عليك أن تدرك أن ما هو جيد بالنسبة لك، قد لا يكون جيدًا بالنسبة للآخرين، وما هو غيرُ جيد للآخرين قد يكون جيدًا بالنسبة لك. ♦ يمكنك أن تختلف مع آراء ومعتقدات شخص آخر ولكن بطريقة محترمة وليس العكس. ♦ لا تهاجم أحدًا وتخرج عن حدود الأدب، لمجرد أنَّه اختلف معك في الرأي أو العقيدة. من منا لا يحب الورود، ولا يعشق جَنْي الثمار؟ ولكن لا يوجد ورد بلا شوك، من يحب شخصًا لا بدَّ أن يتحمله، من يحترم ويخلص لصديق يجب أن يتحمَّل توابع ذلك، فيقبل تصرُّفاته؛ سواء في الفرح الزائد، أو الغضب الزائد، أو العصبية الزائدة. مَن يعشق الورود لا يَشْك ُ الضرر الذي يناله من الشوك، وهذا طبيعي؛ فالدنيا ليست حلوة دائمًا، وهذا أحلى ما فيها. فالشدة تقرِّبُك من خالقِك، وتعرف بها معادنَ الناس، وحتى لا يأخذك زخرفُها ولا يخدعك جمالها؛ تصاب بالمحن لتصبرَ فتغنم، فإن جزعت فلا تلومنَّ إلا نفسك. حديث شريف عن احترام المعلم – خليجي. (فصبرك على الشوك يوصلك إلى الورد). وعلينا أن نُكنَّ الاحترام لكل مَن خالفنا ولكل من وافقنا، ونقدِّر حتى أولئك الذين يشتدُّون أو يقسون. فالسيف لم يكن هو مَن فاز بالمكانة للإسلام، بل كانت البساطة والاحترام الدقيق للعهود، والأممُ الراقية لم ترتفع إلا بالعمل وبالاحترام.
• ويقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بحسْب امرئٍ من الشرِّ أنْ يحقر أخاه المسلمَ))؛ رواه مسلم برقم 2564. والعجب ممَّن يدَّعِي التديُّن والعلم ويسمع هذه الأحاديث ويَعِيها، ثم يستَعلِي على عِباد الله، ويتكبَّر عليهم بما يقومُ به من العبادة، ويتَّهمهم بأفظع التُّهَم دون دليلٍ، وقد يرميهم بالفُسوق ويحتقرهم. حديث الرسول عن الاحترام - مجتمع أراجيك. • يقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدَّت عليه إنْ لم يكن صاحبه كذلك))؛ رواه البخاري برقم 6045. • ويقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ومَن لَعَنَ مؤمنًا فهو كقتْله، ومَن قَذَفَ مؤمنًا فهو كقتْله))؛ رواه البخاري برقم 6047. • ويقول - صلوات الله وسلامه عليه -: ((إذا أكفَرَ الرجلُ أخاه فقد باءَ بها أحدُهما))، وفي روايةٍ: ((أيُّما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باءَ بها أحدُهما، إنْ كان كما قال وإلاَّ رجعَتْ عليه))؛ رواه مسلم برقم 60. وعلى المسلم إذا سمع مثْل هذا الاتِّهام أو نحوه لمسلمٍ يعرف براءته من ذلك أنْ يُدافِع عن أخيه؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16].
يقول آلبير كامو: "ليس هناك أكثر دناءة من الاحترام القائم على الخوف. " وكل انتهاك لحقوق الإنسان يمكن اعتباره عدم احترام لإنسانيته، وعدم تصدي الناس لمثل هذه السلوكيات يمكن أن يجعلهم في المستقبل عرضة للوقوع ضحية نفس الانتهاكات، وما هو أشد فداحة، فالاحترام يجب أن يسود المجتمع، وأن يُعامل كل إنسان بالاحترام اللائق الذي يحفظ عليه حقوقه. إن الاحترام سلوك عام يمكن أن يشمل كل مناحي الحياة، فتحترم حق الكائنات الآخرى في الوجود والحياة، وتحترم المكان الذي تسكنه والدولة التي تعيش بها، وهذا الكوكب الصغير الذي يضم بين جنباته الحياة. يقول جبران خليل جبران: "الاحترام فوق كل شيء، فوق الصداقة وفوق القرابة وفوق الحب أيضاً. " موضوع تعبير عن احترام أراء الآخرين قال تعالى: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" فالله قد خلق الناس مختلفين ليتعارفوا لا ليتحاربوا أو ليدعي أحدهم أنه يمتلك وحده الحقيقة المطلقة، وأنه يحق له ما لا يحق لغيره. ولذلك كان من الضروري أن تسود لغة الحوار والتفاهم بين الناس، وأن يعرض كل منهم وجهة نظره ويناقش فيها الآخرين، وإلا ستسود لغة القمع والقهر وتشتعل الحروب وينتشر الخوف والقلق وتعم الكراهية، ويرغب كل طرف في فناء الطرف الآخر.
وكان كتّاب العرب يذكرون جميع المخالفين بكل حرمة، وفي كتاب طبقات الأطباء لابن أبي اصيبعة ، وطبقات الحكماء لابن القفطي، وطبقات الأدباء لياقوت، والوافي بالوفيات للصفدي، وفي تاريخ حكماء الاسلام للبيهقي أمثلة لهذا التسامح. فقد ترجم المؤلفون للنصارى واليهود والسامريين والمجوس كأنهم أبناء ملة واحدة. و من احاديث احترام الاخرين في الاسلام: منها قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تَدخُلوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أوَلاَ أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحابَبتُم؟ أفشوا السلام بينكم))؛ رواه مسلم برقم 54. يدلُّ الحديث على أنَّ دُخول الجنَّة الذي هو مَطلَبُ كلِّ مؤمن متوقِّف على التحابِّ في الله بين المسلمين، وليس من شكٍّ في أنَّ الاحترام قرين المحبَّة. • ومنها قولُه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سبعةٌ يظلُّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظل إلاَّ ظله: الإمام العادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله - عزَّ وجلَّ - ورجلٌ قلبه متعلِّق في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا على ذلك وتفرَّقا عليه، ورجلٌ دعَتْه امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفِق يمينه، ورجلٌ ذكر الله خاليًا ففاضَتْ عَيْناه))؛ رواه البخاري برقم 660، ورواه مسلم برقم 1031.