كان رسول الله قد وقع مع المشركين {صلح الحديبية} في العام السادس للهجرة ، وكان من بين شروط هذا الصلح أن يرجع المسلمون هذا العام إلي المدينة ؛ علي أن يقصدوا مكة لأداء العمرة في العام الذي يليه. وفي العام التالي عام سبعه من الهجرة تهيأ المسلمون لعمرة القضاء ، وكانت قلوبهم وأرواحهم تهفو إلي أشرف بقاع الأرض ، وكان الحنين يملآ عليهم حياتهم في كل لحظه من لحظاتهم ، ولذلك فإنهم يستعجلون اليوم الذي يذهبون فيه لتأدية شعيره من شعائر الإسلام.
هي ميمونة بنت الحارث أخت أم الفضل لبابة. وميمونة هي أم المؤمنين كان اسمها برة، فسماها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- ميمونة. وكانت قبل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- عند أبي رهم بن عبد العزى بن عبد ود بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، وقيل: عند سخبرة بن أبي رهم المذكور. ميمونة بنت الحارث.. وهبت نفسها للنبي فتزوجها كرامة لها. وقيل: عند حُويطب بن عبد العزى، وقيل: عند فروة أخيه وتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في ذي القعدة، سنة سبع، لمّا اعتمر عمرة القضية، فيقال: أرسل جعفر بن أبي طالب يخطبها فأذنت للعباس فزوجها منه.
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه الأحاديث الثلاثة تدل على فضل الصلة للرحم ولو كانوا غير مسلمين، إذا لم يكونوا حَرْبًا لنا، بل بيننا وبينهم عهدٌ وأمانٌ، فالصَّدقة فيهم طيبةٌ وقربةٌ إلى الله ، ومن أسباب تأليف القلوب أيضًا ودعوتها إلى الخير.
التي توصف بأنها أكرم عجوز في الأرض أصهاراً). السيدة هند بنت عوف ليست فقط والدة ام المؤمنين ميمونة بنت حارث و لكن هي ايضا انجبت السيدة أسماء بنت عميس الخثعمية ولقد تزوجها أبي بكر الصديق ، السيدة أروى بنت عميس الخثعمية و لقد تزوجها حمزة بن عبد المطلب ، السيدة أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية و لقد تزوجها العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه ، السيدة لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية تزوجها الوليد بن المغيرة و انجبت خالد بن الوليد. قصة زواج ميمونة بنت حارث من الرسول صلى الله عليه و سلم في عام 7 هجريا تزوج رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم السيدة ميمونة بنت حارث في عمرة القضاء ، قضت معه اعوام كثيرة ومن ثم توفاها الله بعد ان قامت باداء الحج بسرف ، كانت اخر ما اوصت به السيدة ميمونة بنت حارث هو ان يتم دفنها في موضع قبتها و كان ذلك في عام 51 هجريا بعد وفاتها صلى عليها عبد الله بن العباس وهو يربطها بها صلة قرابه حيث انه ابن اختها. أشهر ما قالته عائشة بنت ابي بكر رضي الله عنها عن ميمونة بنت حارث بعد وفاتها هو " ذهبت والله ميمونة.. 118 من حديث: (أن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم..). أما إنها كانت من أتقانا الله وأوصلنا للرحم ". اخيرا بالنسبة لما يخص وفاتها و مكان ضريحها فإن ها رضي الله عنها توفت في نفس المكان الذي تم فيه زفافها على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، و لكن دفنت و مازال هذا هو موضع ضريحها في المدينة المنورة بمكة المقدمة بارض المملكة العربية السعودية التي تم دفن اطهر الخلق بها فدفن بها سيد البشرية محمد صلى الله عليه و سلم ، موضع ضريحها تحديدا في المدينة المنورة على بعد عشرة كيلومتر من من مسجد التنعيم بداخل سور يوجد في الجهة اليمنة من مكة المكرمة.
قال البغوي: قوله عز وجل: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ﴾ يعني: القرآن، ﴿وَالْحِكْمَةِ﴾ قال قتادة: يعني السُّنَّة. وقال مقاتل: أحكام القرآن ومواعظه[13]. ومن ثَمَّ كانت أُمَّهات المؤمنين تنقل الأحكام الشرعية بدقَّة بالغة، فنجد الأحاديث التي يُذكر فيها الغسل والوضوء وما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في نومه واستيقاظه ودخوله وخروجه، وما كان أحد لينقل هذه الأمور كلها بهذه الدقَّة إلاَّ أُمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن؛ وذلك نظرًا لصحبتهن الدائمة للرسول صلى الله عليه وسلم. ميمونة بنت الحارث تروي عن رسول الله روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنها: إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس، ومولاها سليمان بن يسار، وعبد الله بن سليط، وابن أختها عبد الله بن شداد بن الهاد، وابن أختها عبد الله بن عباس، وابن أخيها عبد الرحمن بن السائب الهلالي، وغيرهم. وفاة ميمونة بنت الحارث وقد تُوُفِّيَتْ رضي الله عنها بسَرِف بين مكة والمدينة، حيث بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك سنة (51هـ= 671م)، أكَّد ذلك ابن حجر وغيره[14]، وكان لها يوم تُوُفِّيَتْ ثمانون أو إحدى وثمانون سنة[15] [16].
؟؟!! أزواجها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم كان زواجها رضي الله عنها أولاً بمسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام، ففارقها وتزوجها أبو رهم بن عبدالعزى. فتوفي عنها وهي في ريعان الشباب. ثم ملأ نور الإيمان قلبها، وأضاء جوانب نفسها حتى شهد الله تعالى لها بالإيمان، وكيف لا وهي كانت من السابقين في سجل الإيمان. فحظيت بشرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة 7 للهجرة. همس القلوب وحديث النفس وفي السنة السابعة للهجرة النبوية، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة معتمرين، وطاف الحبيب المصطفى بالبيت العتيق بيت الله الحرام.