حتى لا يتكل الناس عليها. السابعة عشرة: استحباب بشارة المسلم بما يسره. تقدم من قوله: أفلا أبشر الناس. الثامنة عشرة: الخوف من الاتكال على سعة رحمة الله. قال: لا تبشرهم فيتكلوا. التاسعة عشرة: قول المسؤول عما لا يعلم: الله ورسوله أعلم. كما تقدم في الحديث. وهنا مسألة أشار إليها أهل العلم: الآن: هل يقال: الله ورسوله أعلم ؟ أم: الله أعلم ؟ والجواب: بل يقال: الله تعالى أعلم ، وإنما كان قولهم ذاك حال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما بعد وفاته فيقال: الله تعالى أعلم. وهنا لطيفة إلى أن معاذًا كان يعلم هذه الحقوق، كيف لا وهو عالم الصحابة ، ولكنه تواضعًا منه قال: الله ورسوله أعلم. العشرون: جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض. فقد أخبر عليه الصلاة والسلام معاذًا دون غيره. الحادية والعشرون: تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوب الحمار مع الإرداف عليه. تقدم الكلام عليه الثانية والعشرون: جواز الإرداف على الدابة. وهذا واضح من فعل النبي صلى الله عليه وسلم. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين. الثالثة والعشرون: فضيلة معاذ بن جبل. بأن خصه بالإرداف على الدابة. الرابعة والعشرون: عظم شأن هذه المسألة. وهي التوحيد... وبهذا نكون بفضل الله قد أتمننا الباب الأول من أبواب: كتاب التوحيد... بانتظار أسئلتكم واقتراحاتكم بالنسبة للشرح ، فلا تبخلوا علينا بالنصيحة.
تقدم في الآية الأولى. الثانية: أن العبادة هي التوحيد: لأن الخصومة فيه. الآية الثانية. والخصومة هي ما بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين مشركي قريش. الثالثة: أن من لم يأت به لم يعبد الله ، ففيه معنى قوله: { وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} [ الكافرون: 3]. أي أن لم يأت بالتوحيد ويكفر بالطاغوت ولم يوحده بالعبادة. الرابعة: الحكمة في إرسال الرسل. الدعوة إلى توحيد الله. الآية. الخامسة: أن الرسالة عمت كل أمة. داعية يكشف حكم عقوق الوالدين في الإسلام. في قوله: في كل أمة. وقد تقدم السادسة: أن دين الأنبياء واحد. فكانت رسالتهم كلهم: أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. (1/11) السابعة: المسألة الكبيرة: -وانظر كيف كان التوحيد ونبذ الشرك هو المسألة الكبرى- أن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت ، ففيه معنى قوله- تعالى-: { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} الآية [ البقرة: 256]. الطاغوت: تشمل كل طاغوت وكل ما عبد من دون الله. كما سيأتي في الثامنة. الثامنة: أن الطاغوت عام في كل ما عبد من دون الله. التاسعة: عظم شأن ثلاث الآيات المحكمات في سورة الأنعام عند السلف ، لأنها وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك البيت فإنّ الغرض الأهمّ هو التمدّح بأنّهم يُقتلون في الحرب ، فتزهق نفوسهم بالسيوف ، ثم بدا له فأعقبه بأنّ ذلك شنشنة فيهم لا تتخلّف ولا مبالغةَ فيها. و { شيئاً} منصوب على المفعولية ل ( تُشركوا) أي لا تجعلوا شريكاً شيئاً ممّا يعبد كقوله: { ولن نشرك بربنا أحداً} [ الجن: 2] ويجوز انتصابه على المصدرية للتأكيد ، أي شيئاً من الإشراك ولو ضعيفاً كقوله: { فلن يضروك شيئاً} [ المائدة: 42]. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة النساء - تفسير قوله تعالى " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا "- الجزء رقم2. وقوله: { وبالوالدين إحسانا} اهتمام بشأن الوالدين إذ جعل الأمر بالإحسان إليهما عقب الأمر بالعبادة ، كقوله: { أن اشكر لى ولوالديك} [ لقمان: 14] ، وقوله: { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ووصينا الإنسان بوالديه} [ لقمان: 13 ، 14] ، ولذا قدّم معمول ( إحساناً) عليه تقديماً للاهتمام إذ لا معنى للحصر هنا لأنّ الإحسان مكتوب على كلّ شيء ، ووقع المصدر موقع الفعل. وإنّما عدّي الإحسان بالباء لتضمينه معنى البرّ. وشاعت تعديته بالباء في القرآن في مثل هذا. وعندي أنّ الإحسان إنّما يعدّى بالباء إذا أريد به الإحسان المتعلّق بمعاملة الذات وتوقيرها وإكرامها ، وهو معنى البرّ ولذلك جاء «وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن»؛ وإذا أريد به إيصال النفع المالي عُديّ بإلى ، تقول: أحْسَنَ إلى فلان ، إذا وصله بمال ونحوه.
(إِنَّ اللَّهَ) إن ولفظ الجلالة اسمها (لا يُحِبُّ مَنْ) فعل مضارع واسم الموصول مفعول به والجملة خبر إن (كانَ مُخْتالًا فَخُوراً) كان وخبراها والجملة صلة الموصول واسم كان ضمير مستتر. عطف تشريع يختصّ بالمعاملة مع ذوي القربى والضعفاء ، وقُدّم له الأمرُ بعبادة الله تعالى وعدممِ الإشراك على وجه الإدماج ، للاهتمام بهذا الأمر وأنّه أحقّ ما يتوخّاه المسلم ، تجديداً لمعنى التوحيد في نفوس المسلمين كما قُدّم لذلك في طالع السورة بقوله: { اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة} [ النساء: 1]. والمناسبة هي ما أريد جمعه في هذه السورة من أحكام أواصر القرابة في النسب والدين والمخالطة. والخطاب للمؤمنين ، قُدّم الأمر بالعبادة على النهي عن الإشراك ، لأنّهم قد تقرّر نفي الشرك بينهم وأريد منهم دوام العبادة لله ، والاستزادة منها ، ونُهُوا عن الشرك تحذيراً ممّا كانوا عليه في الجاهلية. ومجموع الجملتين في قوة صيغة حصْر؛ إذ مفاده: اعبدوا الله ولا تعبدوا غيره فاشتمل على معنى إثبات ونفي ، كأنّه قيل: لا تعبدوا إلاّ الله.