بين المتنبي وسيف الدولة وأراد الله لأبي الطيب أن يلقى ممدوحه الكبير الأمير علي بن عبد الله سيف الدولة الحمداني ، وأن يمتزج تاريخهما على مر العصور والأيام ، فقد كان أبو العشائر بن حمدان والياً على أنطاكية من قبل الأمير سيف الدولة ، فلما قدم هذا الأخير أنطاكية سنة 337هـ ، قدم أبو العشائر إليه أبا الطيب ، وأثنى عليه ، ولم يشأ أبو الطيب أن يمدح الأمير إلا بعد أن اشترط عليه ألا ينشده وهو واقف ، وألا يقبل الأرض بين يديه ، فقبل سيف الدولة شروطه ، وكانت مما تميز به المتنبي على الشعراء جميعاً ، فقد تعود أن يتخذ من ممدوحيه أصدقاء له وصحاباً.
المتنبي وسيف الدولة عاش المتنبي في الوقت الذي بدأت فيه الخلافة العباسية في الانهيار، وأصبحت العديد من الدول في العالم الإسلامي مستقلة سياسياً وعسكرياً عن الخلافة العباسية الضعيفة؛ وكانت إمارة حلب على رأس تلك الدول. بدأ المتنبي في كتابة المدح في التقليد الذي وضعه الشعراء أبو تمام والبحتوري؛ وفي عام 948 م تعلق بسيف الدولة الشاعر الحمداني أمير شمال سوريا، والتحق المتنبي ببلاط سيف الدولة عام 948 م. كان سيف الدولة مهتمًا بشكل كبير بمحاربة الإمبراطورية البيزنطية في آسيا الصغرى حيث قاتل المتنبي إلى جانبه، وخلال السنوات التسع التي قضاها في بلاط سيف الدولة، قام المتنبي بتلوين أعظم وأشهر قصائده، وكتب مدحًا لمدائحه التي تعتبر من روائع الشعر العربي. المجلة العربية :: إبداع. وحدث خلال إقامته في حلب منافسة كبيرة بين المتنبي وكثير من العلماء والشعراء في بلاط سيف الدولة، ومن هؤلاء الشعراء أبو فراس الحمداني، ابن عم سيف الدولة. بالإضافة إلى ذلك، فقد المتنبي حظوة سيف الدولة بسبب طموحه السياسي في أن يكون واليًا، والجزء الأخير من هذه الفترة كانت مليئة بالمؤامرات والغيرة التي بلغت ذروتها بمغادرة المتنبي سوريا إلى مصر، ثم حكمها بالاسم الإخشيديون.
ويقول عن أنواع الرجال: ومنهم سواة الديك رزة عنقه والمرجله عنها يصير إلى ورا..! وفيهم من كنه ضبيب منتفخ متبختر يسحب ثيابه من ورا كن الضعيف شايل سبع الطبق هو ما درى أنه خف ريش الحمرا؟! ومن الجماعه من ينط بمرتبه بالدين لو هو ما يخط ولا قرا! يدرق بدين الله دين غادر والله علام ما هو اضمرا ومنهم هميله صغير حوضها لا هيب لا تثمر ولا فيها ذرا..! ويدل هذا على كره العرب الشديد للبخل والجبن والرياء والنفاق والكبر والتعالي، واختلال الأحوال الاجتماعية.. والمفهوم من عشقهم للكرم والشجاعة والصدق والصراحة والتواضع والعدل الاجتماعي.. والبشاشة وحسن الأخلاق.. وللمتنبي في كافور قصائد سارت بها الركبان وصارت مضرب الأمثال.. المتنبي وسيف الدوله الحمداني. يقول فيه: يستخشن الخزحين يلبسه وكان يبرى بظفره القلم! ويقول البرقوقي: دخل المتنبي على كافور فنهض هذا فلبس نعلاً فرأى المتنبي شقوقاً برجليه وقبحاً، فقال يهجوه: أريك الرضا لو أخفت النفس خافيا وما أنا عن نفسي ولا عنك راضيا أميناً واخلافاً وغدراً وخسة وجبناً، أشخصاً لحت لي أم مخازيا؟! تظن ابتساماتي رجاء وغبطة وما أنا إلا ضاحك من رجائيا وتعجبني رجلاك في النعل إنني رأيتك ذا نعل وإن كنت حافيا! فإن كنت لا خيراً أفدت فإنني أفدت بلحظي مشفريك الملاهيا!
وفي مصر أمضى اربع سنوات مليئة ب المرارة والخيبة وفراق الأحبة ، ويحتمل ان تكون خولة مقيمة في قلبه ، ولا نعرف إن كان هناك تواصل بينهما ، ولكنه كان شبه سجين لدى كافور ، إلى ان تمكن من الهرب بشجاعة منقطعة النظير. لدى المتنبي شعر غزلي يفوق أي شعر آخر ، ولكنه ليس خاصا بامرأة معينة ، وكأنه كان يشعر ان هذا الغرض الشعري يقتضي ان يبدع فيه ، ولو تكلفا. و منه: لعينيك مايلقى الفؤاد وما لقي وللحب مالم يبق منه وما بقي وكذلك قوله: وعذلت اهل العشق حتى ذقته فعجبت كيف يموت من لا يعشق ومنه قوله: تذلل لها واخضع على القرب والنوى فما عاشق من لايذل ويخضع ولكن إذا ما قورن هذا الجانب بجوانب أخرى من شعره ، فإن المشاعر هنا تبدو باهتة ، وباردة ، وخالية من حرارة الحب الذي تنبض به قلوب العشاق الحقيقيين. الْعَنَاصِرُ الدِّرَامِيةُ وتَشَكُلاتِها الفَنِّيَة قراءة في شعرية مغايرة (2) - بيت الشعر بالأقصر. * * * * * وسيختلف هذا الامر جذريا حين سمع بخبر وفاة خولة ، فقد انفجر باكيا ، ولم يكن قادرا على حبس دموعه الغزيرة ، وقد تحول إلى شخص آخر ، ضعيف الصلة بنفسه قبل وفاتها. وقد تكررت كلمة البكاء عدة مرات في القصيدة ، وكأن مناحة كبيرة حصلت: لايملك الطرب المحزون منطقه ودمعه، وهما في قبضة الطرب غدرت ياموت كم افنيت من عدد بمن اصبت وكم أسكت من لجب ومعنى الطرب ( بكسر الراء) هنا الحزين ، وهو الذي لايستطيع ضبط دموعه وهو في أوج حزنه.
رفع هذه القصيدة مع الأرواح وغرس في قلب سيف الدولة والجيش روح التفاؤل والقوة، ويقول: تَزورُ دِيارًا ما نُحِبُّ لَها مَغنى وَنَسأَلُ فيها غَيرَ ساكِنِها الإِذنا وَقَد عَلِمَ الرومُ الشَقِيّونَ أَنَّنا إ ِذا ما تَرَكنا أَرضَهُم خَلفَنا عُدنا خصائص شعر المتبني و ما هي اهم المعلومات التي تريد ان تعرفها عن الشاعر المتنبي؟ غير المتنبي المزايا الفريدة التي تختلف من معاصريه في العصر العباسي؟ 1-الكمال في الصور الفنية: ما يلاحظ في شعر المتنبي هو وفرة من التشبيهات والاستعارات والمجازات لوصف المشهد بطريقة جذابة أن يلتقط القارئ وتلفت انتباهه فيها. 2-وفرة من الكلمات والتراكيب: كانت لغة المتنبي ليست في، وحشية، ولغة سهلة معقدة، وإنما لغة القوة المشتركة، ونعمة والتعبير جيدة من خلال ذلك دون المساس معنى من ناحية أو التخفيف من اللغة من ناحية أخرى. 3- البعد الفلسفي: المتنبي كان يخدع إشاراته الفلسفية وتعبيرات عميقة، وهذه سمة واضحة في كثير من آياته التي تتخللها الحكمة. 4-المبالغة والتهويل: عندما تستخدم المتنبي لبدء الثناء، وقال انه توصل مع سيف الدولة إلى الصفات التي تشبه الفروسية الإمام علي، وهذا يظهر في معظم يشيد له.