مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 11/9/2017 ميلادي - 20/12/1438 هجري الزيارات: 42762 السخرية والاستهزاء بالآخرين يشاع في بعض المجتمعات الإسلامية السخرية ببعض الأفراد أو القبائل أو الجنسيات أو المهن الحرفية، عن طريق إطلاق النكات الساخرة أو العبارات القبيحة التي تقدح وتقلل من فكرهم ومكانتهم الاجتماعية، والأدهى من ذلك أنه يتم تداولها عبر بعض وسائل الإعلام الحديثة، ولا شك أن هذه السخرية والاستهزاء من وسائل تصدع أركان المجتمع المسلم؛ لما تبثه في نفس المستهزئ به من حقد وكراهية وعداوة على الآخرين، وتنعكس بالتالي على رقي المجتمع وتقدمه. ولقد حرمت الشريعة الإسلامية السمحة السخرية بالآخرين في كثير من التوجيهات في القرآن الكريم والسنة المطهرة، فمن ذلك: أولاً: قول الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [1].
السخرية والاستهزاء 06:53 AM 25 / 4 / 2022 12 المؤلف: السيد محمد الحسيني الشيرازي المصدر: الفضائل والاضداد الجزء والصفحة: 212 وهو محاكاة أقوال الناس، أو افعالهم، أو صفاتهم وخلقهم، قولاً وفعلاً. أو ايماءا وإشارة، على وجه يضحك منه، وهو مذموم شرعاً وعقلا، قال الله جل شأنه: { لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} [الحجرات: 11]. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن المستهزئين بالناس يفتح لاحدهم باب من الجنة، فيقال: هلم هلم، فيجيء بكربه وغمه، فإذا أتى أغلق دونه، ثم يفتح له باب آخر، فيقال: هلم هلم فيجيء بكربه وغمه، فاذا أتى أغلق دونه، فما يزال كذلك، حتى يفتح له الباب، فيقال له: هلم هلم، فما يأتيه)(1). وقال ابن عباس في قوله تعالى: { يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف: 49] ، الصغيرة التبسم بالاستهزاء بالمؤمن، والكبيرة القهقهة بذلك، وفيه إشارة الى أن الضحك على الناس من الجرائم العظيمة. ــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) العهود المحمدية: ٨٧٢.
وكل أفعال السخرية المباشرة وغير المباشرة محرمة في الدين الإسلامي. وذلك لأثرها السلبي الكبير على النفس البشرية. كما يحرم أن يلقب أحدهم شخص ما بلقب يحزنه، أو لقب يحمل دلالات سلبية. كأن يلقب أحدهم بالغراب، وذلك إشارة من القائل على الفقر وسوء الحظ. ونهي الله عز وجل عن هذا التصرف، فقال الله تعالى في سورة الحجرات "وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ (11)". موضوع عن السخرية والاستهزاء التنمر والسخرية والاستهزاء لهم أثرهم السلبي الكبير على الأفراد وعلى المجتمعات أيضًا. ولذلك ومنذ مئات السنين نادت كافة الأديان السماوية بحرمانية هذا الفعل. والسخرية دائمًا في التراث كانت فعل الكفار والفاسقين والظالمين والجبابرة. قال الله تعالى في سورة المطففين "إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)". ويتوعد الله بالعذاب وبالعقاب الشديد للساخر والمستهزئ. ومع تزايد الآثار السلبية لهذه الظاهرة، رفعت العديد من المنظمات الحقوقية التي تهتم بحقوق الإنسان شعار لا للتنمر. وذلك لزيادة الوعي المجتمعي بخطورة التنمر.
3- التنابز بالألقاب: (اللقب: هو ما يدعى به الشخص من لفظ غير اسمه وغير كنيته، وهو قسمان: قبيح، وهو ما يكرهه الشخص لكونه تقصيرًا به وذمًّا ؛ وحسن، وهو بخلاف ذلك، كالصديق لأبي بكر، والفاروق لعمر، وأسد الله لحمزة، رضي الله تعالى عنهم) [تفسير البحر المحيط،لأبى حيان الأندلسى]. قال ابن عباس: (التنابز بالألقاب أن يكون الرجل قد عمل السيئات ثم تاب، فنهى الله أن يعير بما سلف) [رواه الطبرى فى جامع البيان]. من أسباب السخرية والاستهزاء [الأخلاق الإسلامية لعبد الرحمن الميدانى]: 1- الكبر الذي يلازمه بطر الحق وغمط الناس. 2- الرغبة بتحطيم مكانة الآخرين. 3- التسلية والضحك على حساب آلام الآخرين. 4- الاستهانة بأقوال الآخرين وأعمالهم، أو خلقتهم، أو طبائعهم، أو أسرهم، أو أنسابهم، إلى غير ذلك. 5- الفراغ وحب إضحاك الآخرين.
فدخلت خادمة ليلة من الليالي بنار وهو نائم وأهله نيام، فسقطت شرارة فأحرقت البيت، فاحترق هو وأهله. لفيظ الأرض عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: كان رجلٌ نصرانياً فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانياً فكان يقول ما يدري محمدٌ إلا ما كتبت له. فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفروا له فأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح وقد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس. قتيل الكلب قال ابن حجر في كتابه النفيس الدرر الكامنة: كان النصارى ينشرون دعاتهم بين قبائل المغول طمعاً في تنصيرهم وقد مهد لهم الطاغية هولاكو سبيل الدعوة بسبب زوجته الصليبية ظفر خاتون. وذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى لحضور حفل مغولي كبير عقد بسبب تنصر أحد الأمراء، فأخذ واحد من دعاة النصارى في شتم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هناك كلب صيد مربوط، فلما بدأ الصليبي الحاقد في سب النبي صلى الله عليه وسلم، زمجر الكلب وهاج، ثم وثب على الصليبي وخمشه بشدة، وخلصوه منه بعد جهد.
النكات التي يمكن أن تكون لمجرد الإضحاك فحسب حينئذ هي الفكاهة، وقد تكون بقصد اللذع والإيلام فهي السخرية، وقد تجمع بين الغرضين. تمتزج السخرية بالهجاء من ناحية الوظيفة وكلاهما يفترقان من ناحية المادة أو الطبيعة التي يشتمل عليها كل منهما. فالهجاء طريقة مباشرة في الهجوم على العدو ، ولكن السخرية طريقة غير مباشرة في الهجوم. أساليب السخرية المصدر: