انتشر مؤخرا منشور كتب عليه أن أحد الناس سأل شيخا وقال له: هل الرسول صلّى الله عليه وسلّم أمِّي؟ فقال الشيخ: لا؛ إنه يقرأ ويكتب بـ 73 لغة والدليل: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[ الجمعة:2]. الرد أولا: هل هناك من لايعرف القصة حين أتى الرسول صلّى الله عليه وسلّم سيدنا جبريل وضمه وقال له إقرأ فما كان رد الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلا أن قال ما أنا بقارئ. هل الرسول امين. ثانيا: في صلح الحديبية؛ قال ابن حجر عند شرح حديث البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح، ولا يدعو منهم أحدا. قال: فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقالوا: لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك؛ ولكن اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، فقال: أنا والله محمد بن عبد الله وأنا والله رسول الله، قال: وكان لا يكتب.
واختتمت دار الإفتاء المصرية:"لأن الأمية معجزةٌ في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فلا يجوز شرعًا أن يُساق هذا الوصف في حقه صلى الله عليه وآله وسلم في مقام الانتقاص أو المقارنة بغيره، وقد ألَّف الحافظ السيوطي في هذا المعنى رسالة أسماها "تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء".
لذلك يجب الحذر من هذا التعبير ، فلا يصح تسمية مجرد عدم معرفة القراءة والكتابة بالأمية فقد لا يستحق كثير ممن لا يعرف القراءة والكتابة هذه الصفة الراقية. فهذا التعبير يحكم على نقاء فطرة المرء وصفاء ذهنه ، لا على عدم إمتلاكه مهارتي القراءة والكتابة. __________________
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2)} الجمعة يؤكد الله أن محمد النبى الرسول بُعث من أمة الأميين الضالين، ليهديهم. هل بعد تدبر الآيات السابقة التى تشمل كل ما ذكر عن الأميين فى القرآن، هل مازال السؤال عن هل كان النبى لا يكتب و لا قراء من كتابة ما ذال قائماً؟ بحث مكمل حتى نتدبر الآيات التالية و نتفهم الرؤية السابقة يجب أولا أن نفهم معانى الكلمات التالية: قرأ يقرأ قراءة: و معناها ترديد لفظ بفهم أو بدون فهم من أى مصدر مكتوب أو محفوظ بالصدر جهرا أو سرا. تلى يتلو تلاوة: و معناها ترديد لفظ من نص ألهى حصرا فقط سواء (1) قولا (2) أو وحيا (3) أو إتباعا.
فَرَجَعَ بها رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَرْجُفُ فُؤادُهُ، فَدَخَلَ علَى خَدِيجَةَ بنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، فقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، إلى آخر الحديث الشريف". ورد في صحيح البخاري. وفي هذا الحديث دليل قوي على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أُميًا، وهذا سر معجزته، وشرف الأمة بأكملها.
وقال عزّ وجلّ: ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ(2) الجمعة قال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية: قيل: الأميون الذين لا يكتبون. وكذلك كانت قريش. وروى منصور عن إبراهيم قال: الأمي الذي يقرأ ولا يكتب. "رسولا منهم" يعني محمدا صلى الله عليه وسلم.. وكان أميا لم يقرأ من كتاب ولم يتعلم صلى الله عليه وسلم. قال الماوردي: فإن قيل ما وجه الامتنان في أن بعث نبيا أميا ؟ فالجواب عنه من ثلاثة أوجه: أحدها: لموافقته ما تقدمت به بشارة الأنبياء. هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب كتابا بيده ؟ - الإسلام سؤال وجواب. الثاني: لمشاكلة حاله لأحوالهم, فيكون أقرب إلى موافقتهم. الثالث: لينتفي عنه سوء الظن في تعليمه ما دعا إليه من الكتب التي قرأها والحكم التي تلاها. قلت: وهذا كله دليل معجزته وصدق نبوته. انتهى ملخصا من تفسير القرطبي رحمه الله