في الأيام القادمة لن تكتفي السلطة من الجمعيات قيامها بتسيير فعاليات مشاغبة لمطالب الثورة بإسقاط النظام, ولن تكتفي ببيانات وتصريحات خجولة -في نظر السلطة- ضد الحراك الثوري وإنما سَتطالبها بموقف حازم ضد الثورة وحراكها, ولربما تخيرها بين مشروعها في الحوار والتسوية السياسية, وبين مشروع الثورة. -لا طاقة لنا بآل خليفة- كان الشعار الذي رفعته الجمعيات في مقابل مطالب الثوار بإسقاط النظام الخليفي, فكان لاطاقة لنا بآل خليفة وبالإقليم والمنظومة الخليجية, ولا طاقة لنا بدرع الجزيرة, ولا طاقة لنا بالسجن, وصولًا لا طاقة لنا بشعار -يسقط حمد-, وأخيرا لاطاقة لنا بالثورة. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني "- الجزء رقم5. هذه حقيقة قام بها كل الأنبياء والأولياء في اختبار حوارييهم وجنودهم ونبي الله طالوت أبعد عن جيشه كل من ركع للماء وشرب, وظلَّ معه القلة الصابرة التي نجحت في الإمتحان. في اليوم العاشر من المحرم وشمس كربلاء في كبد السماء ولسان الإمام الحسين (ع) كان كالخشبة اليابسة من العطش, وهو الحال الذي عليه أهل بيته من نساء وأطفال, حال جميع جيشه.. وحين نتحدث عن شربة الماء لابد أن نقف وقفة إجلال للإمام الحسين ومعسكره الذي رفض شربة الماء مقابل البيعة ليزيد.
ولكنّه قبل أن يعينه قال لهم: { هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا} [1] هل أنتم موقنون لو كُتِبَ وفُرِضَ عليكم القتال أنّكم ستقاتلون حقًا؟ وهذا سُؤالٌ استنكاريّ لقومٍ مشهورين بالّظلم والإستكبار، وأنّهم لا ليسوا من أهل الوعد والعهد، فهو سألهم حتى يُذكّرهم بحالهم، فكان ردّهم { قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا} [1]فقد حدّدوا هدفهم الذي يقاتلون لأجلّه، حيث قالو: { وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [1] فهدفهم من القتال إنّما هو إعلاء كلمة الله تعالى.