هذا التوتر غير المسبوق بين إدارة أوباما ونتنياهو يعتبر حلقة في سلسلة طويلة من العلاقات المتوترة، وغير الودية بين أوباما ونتنياهو، ولكن هذا التوتر لم يصل يوماً إلى هذا المستوى المتدني، وهو الأمر الذي عبَّرت عنه مستشارة الأمن القومي، سوزان رايس، وقالت: «إن هذا السلوك من قبل نتنياهو غير مقبول، بل ومدمر للعلاقات الاستثنائية التاريخية بين الولايات المتحدة واإسرائيل!! »، والغريب أن هذا يحدث، في الوقت الذي يعتبر أوباما واحداً من أكثر الرؤساء الأمريكيين خنوعاً لإسرائيل، وأكثر من تحمّل إساءات زعمائها، منذ أن تولى سدة الرئاسة، ولكنه، أيضاً، يعلم أن سجله لا يعتبر نظيفاً، بالنسبة للإسرائيليين، ما لم تكن خدمة إسرائيل مقدمة لديه على خدمة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي تحدث عنه كبار المفكرين الأمريكيين، ومنهم الكاتب الشهير، باتريك بوكانن، والذي قالها صراحة، وعندما هرم، ولم يعد لديه ما يخسره: «مبني الكونجرس عبارة عن مستعمرة إسرائيلية!! معنى العتبى في حديث «لك العتبى حتى ترضى» | لفضيلة الأستاذ الدكتور صلاح الصاوي. ». إدارة أوباما لم تكتف بشجب زيارة نتنياهو، بل إن أوباما أعلن أنه لن يلتقي به، وذلك بحجة أنه لا يقابل رؤساء الدول قبيل الانتخابات في بلدانهم، إذ إن الانتخابات الإسرائيلية ستكون بعد أسابيع!!
عندما كرر رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» في أكثر من مناسبة قوله: «العرب يدعمون أي عمل عسكري ضد إيران»، وقال: «نحن حلفاء حكومات العرب في التصدي للإخوان المسلمين وإيران»، لم يكن ينطق من فراغ علي ما يبدو لأن هناك عرب بالفعل أعلنوا دعمهم لـ«نتنياهو» وأيدوا مواقفه المتحفظة علي الاتفاق النووي الغربي المقبل مع إيران ونقده سعي الرئيس «أوباما» لإبرام هذا الاتفاق، وقالوا صراحة لـ«أوباما» «انصت لما يقوله نتنياهو». آخر هؤلاء - وليس أولهم - كانت هيئة تحرير موقع قناة «العربية» الإخباري السعودي حيث كتب «فيصل عباس» رئيس تحرير الموقع الإنجليزي مقالا باللغة الإنجليزية بعنوان: «أيها الرئيس أوباما، في كل ما يتعلق بإيران، أنصت لنتنياهو»، ينصح فيه الإدارة الأمريكية والعرب ضمنا بالاستماع لما يقوله «نتنياهو»، ويوافق الكاتب «نتنياهو» في كل ما يقوله، لدرجة أن صحف إسرائيلية عقبت قائلة: «يبدو أن المحرر السعودي يتوافق مع نتنياهو أكثر مما يتوافق معه مواطنو إسرائيل بأنفسهم»! وسبقه «أحمد الفراج» من جريدة «الجزيرة»، الذي اصطف أيضا مع «نتنياهو» ضد «أوباما» ضمن ما اسماه المغرد الدكتور «أحمد بن راشد بن سعدي» بـ«الخطاب المتصهين»، وقد قام الصهيوني «إيغال كرمون» مؤسس «مركز ميمري» بترجمة مقال «الفراج» ونشره، وهذا المركز صهيوني، يهتم برصد «الإعلام» العربي وتقييمه وقد أشاد «معهد ميمري» الصهيوني في واشنطن بمقال «الفراج» في جريدة «الجزيرة» والذي مجد فيه «نتنياهو» مبتهجا بنشره في جريدة رسمية!
رواه أحمد. وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا.
كما أعلن نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، والذي يفترض أن يحضر خطاب نتنياهو في الكونجرس، بحكم أنه - قانونياً - رئيس مجلس الشيوخ، أعلن بأنه سيكون في رحلة خارجية، خلال إلقاء نتنياهو للخطاب!! وكذلك أكد وزير الخارجية، جون كيري، بأنه، أيضاً، سيكون في سويسرا، في لقاء مع الإيرانيين، حول الملف النووي!! وبالتالي لن يتمكن من حضور خطاب نتنياهو، ومما زاد من غضب إدارة أوباما أن نتنياهو رفض طلباً رسمياً من بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لمقابلته أثناء الزيارة!! وهو ما عبّر عنه بمرارة، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي، ريتشارد دربن!! وأختم بالقول: «طالما أن أوباما هو عراب التثوير العربي، وحليف الإسلام السياسي، الأم الرؤوم للتنظيمات الإرهابية، وطالما أنه يسعى لعقد اتفاق مع إيران، على حساب حلفاء الولايات المتحدة التاريخيين في الخليج، فإنني سعيد جداً بموقف نتنياهو الحازم، وإلقاءه خطابا في الكونجرس الأمريكي، ضد الاتفاق النووي، رغم أنف إدارة أوباما، وأرى أن تصرف نتنياهو سيخدم مصالحنا كخليجيين، أكثر من التصرف الأرعن لواحد من أسوأ الرؤساء الأمريكيين، فهل توافقونني الرأي؟!! ». &