فخيرات الجنة غير محدودة، وخيرات الدنيا محدودة. قال تعالى: (فما متاع ُالحياةِ الدنيا في الآخرةِ إلا قليلٌ) التوبة 38. وخيرات الجنة متيقنة، وخيرات الدنيا مظنونة، قابلة للزيادة والنقصان والزوال. والحياة الآخرة خلود، والحياة الدنيا أمرها محدود. والدنيا هزل، والآخرة جدّ. هكذا تبدو الأولى بالنسبة للأخرى. قال تعالى: (إنّ الدارَ الآخرةَ لهيَ الحيوانُ لو كانُوا يَعلمونَ) العنكبوت 64، أي: هي الحياة الحقيقية والجادّة التي يجب أن يسعى إليها الإنسان في الحياة الدنيا. قال تعالى: (وما الحياةُ الدنيا إلا متاعُ الغُرورِ) الحديد 20. {اعلموا أَنَّمَا الحياة الدُّنيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ} #تلاوة_خاشعة #محمد_اللحيدان #سورة_الحديد - YouTube. وقال أيضًا: (وذرِ الذينَ اتّخذُوا دينَهم لَعِبًا ولهوًا وغرّتهمُ الحياةُ الدنيا) الأنعام 70. فإذا لم يعمرها الإنسان بالجد والعمل والسعي والاستقامة، فلا شك أنه سيصبح نادمًا. إن الإنسان مفطور بطبيعته على تفضيل العاجل على الآجل. فهو يرى أن: "الدنيا نقد، والآخرة نسيئة، والنقد خير من النسيئة. ولذات الدنيا يقين، ولذات الآخرة شك، ولا يُترك اليقين بالشك" (الكشف والتبيين في غرور الخلق للغزالي ص 12). قال تعالى: (كلا بل تُحبّونَ العاجلةَ وتذَرونَ الآخرةَ) القيامة 20. وقال أيضًا: (بل تؤثرونَ الحياةَ الدنيا والآخرةُ خيرٌ وأبقى) الأعلى 16 – 17، أي هي خير نوعًا وكمًا، وأدوم زمنـًا.
تلاوة خاشعة ( واعلموا إنما الحياة الدنيا لعبّ ولهواً وتجارة) - YouTube
وقد مضى هذا في الأعراف وغيرها. {والله ذو الفضل العظيم}. اكسب ثواب بنشر هذا التفسير
والمعنى أن الحياة الدنيا كالزرع يعجب الناظرين إليه لخضرته بكثرة الأمطار، ثم لا يلبث أن يصير هشيما كأن لم يكن، وإذا أعجب الزراع فهو غاية ما يستحسن. وقد مضى معنى هذا المثل في يونس والكهف. وقيل: الكفار هنا الكافرون بالله عز وجل، لأنهم أشد إعجابا بزينة الدنيا من المؤمنين. وهذا قول حسن، فإن أصل الإعجاب لهم وفيهم، ومنهم يظهر ذلك، وهو التعظيم للدنيا وما فيها. وفي الموحدين من ذلك فروع تحدث من شهواتهم، وتتقلل عندهم وتدق إذا ذكروا الآخرة. وموضع الكاف رفع على الصفة. اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم - عبد الباسط عبد الصمد - موسيقى مجانية mp3. {ثم يهيج} أي يجف بعد خضرته {فتراه مصفرا} أي متغيرا عما كان عليه من النضرة. {ثم يكون حطاما} أي فتاتا وتبنا فيذهب بعد حسنه، كذلك دنيا الكافر. {وفي الآخرة عذاب شديد} أي للكافرين. والوقف عليه حسن، ويبتدئ {ومغفرة من الله ورضوان} أي للمؤمنين. وقال الفراء {وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة} تقديره إما عذاب شديد وإما مغفرة، فلا يوقف على {شديد}. {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} هذا تأكيد ما سبق، أي تغر الكفار، فأما المؤمن فالدنيا له متاع بلاغ إلى الجنة. وقيل: العمل للحياة الدنيا متاع الغرور تزهيدا في العمل للدنيا، وترغيبا في العمل للآخرة. قوله تعالى {سابقوا إلى مغفرة من ربكم} أي سارعوا بالأعمال الصالحة التي توجب المغفرة لكم من ربكم.
وفي الدار الأبدية الناس مقامات ومنازل: فأما أبناء الدنيا الذين أعرضوا عن الآخرة ولم يعملوا لها فلهم الخزي والعذاب الشديد في الآخرة, وأما من انتبه للاختبار ولم يغفل, فله المغفرة والرضوان ومحبة الرحمن. وموجز القول: مَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ.
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بالسوق.. فمر بجدي أسك ميت، فتناوله فأخذ بأذنه، ثم قال: «أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟» فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء. وما نصنع به؟ قال: «أتحبون أنه لكم؟» قالوا: والله، لو كان حيًا، كان عيبًا فيه، لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟ فقال: «فو الله، للدنيا أهون على الله، من هذا عليكم» [5]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر» [6]. وقال صلى الله عليه وسلم: «ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها» [7]. والأحاديث في هذا كثيرة.. في التحذير من الدنيا. والإنسان في هذه الحياة لا بد له من الضروريات التي هي: الطعام والملبس والمسكن، والسعي في سبيل ذلك أمر مشروع. تفسير قوله تعالى..إنما الحياة الدنيا لعب ولهو.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. وكف النفس عن حاجة الآخرين أمر يطالب به الشرع، واليد العليا خير من اليد السفلى. والمحظور هو الانغماس بطلب الدنيا، والانهماك في جمع حطامها، مما تهدر به واجبات أخرى كثيرة على الإنسان القيام بها، من أداء العبادات المطلوبة في أوقاتها. والعناية بتربية الأبناء، وأداء حقوق المسلمين... فالتحذير من سيطرة حبها على القلب، بحيث تنصرف همة الإنسان بكاملها إليها وتنسى الواجبات الأخرى.
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسير آية الحديد: يخبر تعالى عن حقيقة الدنيا وما هي عليه ويبين غايتها وغاية أهلها بأنها لعب ولهو تلعب بها الأبدان وتلهو بها القلوب، وهذا مصداق ما هو موجود وواقع من أبناء الدنيا فإنك تجدهم قد قطعوا أوقات عمرهم بلهو قلوبهم وغفلتهم عن ذكر ربهم وعما أمامهم من الوعد والوعيد، تراهم قد اتخذوا دينهم لعبا ولهوا بخلاف أهل اليقظة وعمال الآخرة فإن قلوبهم معمورة بذكر الله ومعرفته ومحبته وقد شغلوا أوقاتهم بالأعمال التي تقربهم إلى الله من النفع القاصر والمتعدي. اهـ. والله أعلم.
ولعلّ هذا يجد دعائمه عند العرفانيين اليوم في حديثهم عن الأدوار التي يلعبها الإيقاع في الشعر، حيث انّ السمع يحوّل الكلام الملقى إلى عوالم نبصرها تمثّلاً، وهذا على رأي «تسور» (Tusr)، فما نسمعه لاشك في أنّه يُحفّز وينشّط فينا سمات وتصورات معيّنة، وعلى هذا الأساس فما نسمعه ليس مجرّد صوت فقط بل هو أبعد من ذلك، إنّه ضربٌ من التصورات عن ذلك الشيء، وهذا في اعتقادنا ما جعل بشار بن برد يقول الأذن تعشق قبل العين أحيانا، فالعشق هنا للتمثّل والتصور وليس للصوت فقط. نواميس الجسد ولعلّ إدخال نواميس الجسد (الإبصار، السمع، الكلام، الإشارة) في العشق ليس بغريب، فهي ظاهرة شعرية قديمة احتفى بها الشعر الجاهلي وما بعده، فقد حفظت لنا المدونة الشعرية قديماً وحديثاً أبياتا عن قدرة العين وأدوارها في العشق من قبيل «رمتني بشهاب عين مليحة عذراء»، وقيل أيضا «السيف في الغمد لا تُخشى مضاربه سيف عينيك في الحالين بتار» وقيل «سقتني بعينها الهوى»، ولكنّ طرافة العشق بالسمع كامنة في ذلك الاستثناء والانزياح عن العين العاشقة، إلى الأذن العاشقة. «الأذن» تعشق قبل «العين».. أحياناً ! - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. حيث انزاحت العين لتفسح المجال للأذن حتى تقيم وتؤسّس لغزل جديد هو «الغزل بالسمع». وهذا ربما ما يجعل البعض يفتّش عن مداخل يُصنّف فيها الموسيقى والغناء في باب المحرّمات كما تصنّف الخمرة، ووجه الالتقاء كامن فيما يحدثانه من نشوة، فيحدث أن ينتشي الإنسان بالصوت كما ينتشي بالخمرة.
::قــمر مــبدع::. }
فمثلاً للأصوات المحببة جوانب إيجابية.. كما أن للأصوات السلبية تأثيراً سلبياً ومؤلماً ومزعجاً على نفسية وسلوك الفرد.. فالبعض ترتبط لديه بعض الأصوات بمواقف سيئة.. مثال ذلك ربط قرع الباب بطريقة متتابعة بسماع خبر سيئ.. أو ربط وقت أذان الفجر بموقف سعيد، فبمجرد استشعار دخول الوقت أو سماع الأذان تُعاد للذاكرة الموقف ذاته دون قدرة منه في السيطرة على مشاعره.