والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا. الجزائر في: ١٠ رجب ١٤٢٦ﻫ الموافق ﻟ: ١٥ أوت ٢٠٠٥م (١) أمَّا غيرُ مأكولِ اللحم فعلى تفصيلٍ، والصحيحُ في الميتة والخنزير والكلب وما يتولَّد عنها أنها على النجاسة؛ لورودِ نصوصٍ تقضي بنجاستها، [انظر: «مختارات مِنْ نصوصٍ حديثية» للمؤلِّف (٣٧)]. (٢) «سُبُل السلام» للصنعاني (١/ ٧٦). الطمث: خرافات شائعة - الحب ثقافة. (٣) علَّقه البخاريُّ بصيغة الجزم في «الوضوء» (١/ ٢٨٠) بابُ مَنْ لم يَرَ الوضوءَ إلَّا مِنَ المخرجين: مِنَ القُبُل والدُّبُر، عن الحسن البصريِّ. وانظر: «تمام المِنَّة» للألباني (٥٠). (٤) أخرجه عبد الرزَّاق في «المصنَّف» (١/ ١٢٥) رقم: (٤٦٠)، وابنُ أبي شيبة (١/ ٣٩٢)، والطبرانيُّ في «المعجم الكبير» (٩/ ٢٨٤) رقم: (٩٢٢٠). وصحَّحه الألبانيُّ في «تمام المِنَّة» (٥٢). (٥) علَّق البخاريُّ قصَّتَه مختصَرةً في «الوضوء» (١/ ٢٨٠) بابُ مَنْ لم يَرَ الوضوءَ إلَّا مِنَ المَخْرجين: مِنَ القُبُل والدُّبُر، وأخرجها أبو داود في «الطهارة» باب الوضوء مِنَ الدم (١٩٨)، وأحمد (١٤٧٠٤، ١٤٨٦٥)، مِنْ حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما.
الفرع الأوَّل: دمُ الآدميِّ المسألة الأولى: حُكمُ دَمِ الآدميِّ والحيوان الدَّمُ المسفوحُ الخارِجُ مِن الإنسان أو الحيوان نَجِسٌ. الأدلَّة: أوَّلًا: من الكتاب قول الله تعالى: قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ [الأنعام: 145] وجه الدَّلالة: أنَّ الدَّمَ المَسفوحَ نَجِسٌ؛ لأنَّه سائِلٌ، والدِّماءُ السائلةُ مِن سائِرِ الحيواناتِ نَجِسةٌ، ومن بينها دَمُ الآدميِّ ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/61). ثانيًا: من الإجماع نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ عبدِ البَرِّ قال ابن عبدِ البَرِّ: (هذا إجماعٌ من المسلمين أنَّ الدَّم المسفوحَ رِجسٌ نَجِسٌ). ((التمهيد)) (22/230). أحكام نجاسة الدم – شبكة السراج في الطريق الى الله... ، وابنُ العربيِّ قال ابنُ العربي: (اتَّفق العلماءُ على أنَّ الدَّمَ حرامٌ نجس، لا يُؤكَلُ، ولا يُنتفَع به). ((أحكام القرآن)). (1/79). ، وابنُ رُشدٍ قال ابن رشد: (أمَّا أنواعُ النجاسات، فإنَّ العلماء اتَّفقوا من أعيانها على أربعة: مَيتةِ الحيوان ذي الدَّمِ الذي ليس بمائيٍّ، وعلى لحم الخِنزيرِ بأيِّ سببٍ اتَّفق أن تذهب حياتُه، وعلى الدَّمِ نَفسِه من الحيوان الذي ليس بمائيٍّ؛ انفصل من الحيِّ أو الميِّت إذا كان مَسفوحًا- أعني: كثيرًا).
وقال الزيلعي في نصب الراية ( 1/ 201): "وهذه اللفظة - أعني: توضئي لكل صلاة - هي معلقة عند البخاري، عن عروة في صحيحه"، ثم قال: "وقد جعل ابن القطان في كتابه مثل هذا تعليقًا"؛ اهـ. هذا الكلام المجمل حول الحديث، وأما تفصيله فانظره في كتابي الحيض والنفاس رواية ودراية؛ فقد بسطت الكلام على هذا الحديث فأغنى عن إعادته هنا، والله الموفق. [8] المسند (6/ 204). [9] سبق تخريجه في كتاب الحيض والنفاس رواية ودراية (474). [10] سنن الدارمي (793)، وقد سبق تخريجه. انظر: حديث رقم (60) من كتاب الحيض والنفاس. [11] المعجم الأوسط (1620). [12] سبق تخريجه في كتاب الحيض والنفاس رواية ودراية رقم (476). [13] الأوسط (1984) سبق تخريجه؛ انظر رقم (463) من كتاب الحيض والنفاس. هل دم الحيض فاسد؟ - اليوم السابع. [14] شرح البخاري لابن رجب (2/ 73). [15] المرجع السابق، نفس الصفحة. [16] الأوسط (1/ 164). [17] في مبحث خلاف العلماء في وجوب الوضوء من دم الاستحاضة.
السؤال: هل الدم نجس أم طاهر؟ الإجابة: هذه المسألة فيها تفصيل: أولاً: الدم الخارج من حيوان نجسٍ، نجسٌ قليله وكثيرهُ، ومثالُه: الدم الخارج من الخنزير أو الكلب فهذا نجس قليله وكثيره بدون تفصيل سواء خرج منه حياً أم ميتاً. ثانياً: الدم الخارج من حيوان طاهر في الحياة، نجس بعد الموت فهذا إذا كان في حال الحياة فهو نجس، لكن يُعفى عن يسيره، مثال ذلك: الغنم والإبل فهي طاهرة في الحياة نجسة بعد الموت، والدليل على نجاستها بعد الموت، قوله تعالى: { قل لا أجد فيما أوحي إلى محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتةً أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس}. ثالثاً: الدم الخارج من حيوان طاهر في الحياة وبعد الموت وهذا طاهر، إلا أنه يستثنى منه عند عامة العلماء دم الآدمي، فإن دم الآدمي دمُ خارج من طاهر في الحياة وبعد الموت، ومع ذلك فإنه عند جمهور العلماء نجس لكنه يُعفى عن يسيره. رابعاً: الدم الخارج من السبيلين: القُبُل أو الدبر، فهذا نجس ولا يُفي عن يسيره، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، لمّا سألته النساء عن دم الحيض يصيب الثوب أمر بغسله بدون تفصيل. وليُعلم أنَّ الدم الخارج من الإنسان من غير السبيلين لا ينقض الوضوء ، لا قليله ُ ولا كثيرهُ كدم الرُّعاف، ودم الجرح، بل نقول: كل خارج من غير السبيلين من بدن الإنسان، فإنه لا ينقض الوضوء مثل الدم وماء الجروح وغيرها.
وممن روى الزيادة أيضًا أبو عوانة (الوضاح بن عبدالله اليشكري) وأبو حنيفة، واختلف عليهما فيه كما سيأتي. هؤلاء هم الذين انفردوا بذكر الزيادة على الخلاف السابق، وخالفهم جمع كثير، وفيهم من هو أحفظ منهم، فقد روى الحديث عن هشام ستة عشر حافظًا ولم يذكروها، منهم: مالك، ووكيع، ويحيى بن سعيد القطان، وزهير، وسفيان بن عيينة، وأبو أسامة، والليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، وعبدة، ومحمد بن كناسة، ومعمر، وجعفر بن عون، والدراوردي، وعبدالله بن نمير، وسعيد بن عبدالرحمن. هذا بعض من وقفت عليه ممن رواه عن هشام ولم يذكر الزيادة، فلو كان مَن ذكَر هذه الزيادة لم يضطرب فيها، لكانت شاذة؛ لأن الحكم عند أهل الحديث للأحفظ، وللأكثر عددًا على من دونهم، كما فصلت ذلك في بحث زيادة الثقة، في مقدمة كتاب المياه والآنية. وقد حكم بضعف هذه الزيادة الإمام مسلم والنسائي والبيهقي، وأبو داود، وضعفه ابن رجب في شرحه لصحيح البخاري قال (2/ 72): والصواب أن لفظة الوضوء مدرجة في الحديث من قول عروة؛ فقد روى مالك، عن هشام، عن أبيه أنه قال: ليس على المستحاضة إلا أن تغتسل غسلاً واحدًا، ثم تتوضأ بعد ذلك لكل صلاة"؛ اهـ كلام ابن رجب. فهنا فصل مالك الحديث المرفوع من الموقوف في روايته عن هشام، فحين روى المرفوع لم يورد: قال هشام: قال أبي ثم توضئي لكل صلاة، وحين روى الموقوف لم يذكر المرفوع، والله أعلم.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي أيوب الإفريقي - وهو عبدالله بن علي - إلا أبو يوسف [11]. [إسناده ضعيف] [12]. • ( 1011-240) ومنها: ما رواه الطبراني في الأوسط، قال: حدثنا مورع بن عبدالله، ثنا الحسن بن عيسى، ثنا حفص بن غياث، عن العلاء بن المسيب، عن الحكم بن عتيبة، عن جعفر، عن سودة بنت زمعة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها التي كانت تجلس فيها، ثم تغتسل غسلاً واحدًا ثم تتوضأ لكل صلاة)) [13]. [إسناده ضعيف]. وقد اختلف العلماء في حكمهم على هذه الآثار الواردة في وضوء المستحاضة لكل صلاة، فمنهم من ضعف الأحاديث الواردة في الباب. قال ابن رجب: أحاديث الوضوء لكل صلاة قد رويت من وجوه متعددة، وهي مضطربة ومعللة [14]. ولهذا ذهب المالكية إلى عدم وجوب الوضوء على المستحاضة لكل صلاة. قال ابن عبدالبر: والوضوء عليها عند مالك على الاستحباب دون الوجوب، قال: وقد احتج بعض أصحابنا على سقوط الوضوء بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فإذا ذهب قدرها فاغتسلي وصلي)) ولم يذكر وضوءًا، قال: وممن قال بأن الوضوء على المستحاضة غير واجب ربيعة وعكرمة ومالك وأيوب وطائفة [15].
ذات صلة أبيات شعر عن الحب لنزار قباني أبيات من شعر نزار قباني نزار قباني نزار قباني شاعر سوري له العديد من الدواوين الشعرية والقصائد التي اشتهرت في جميع أنحاء الوطن العربي فلقد لاقت قصائده إعجاب الناس جميعهم، وقد برع نزار بأشعاره عن الحب والمرأة، وفي هذا المقال سنقدم لكم أجمل أبيات شعر نزار قباني.
فإذا اجتمع كل ذلك في القصيدة السياسية، جاز لنا أن نتوقع إنجازاً شعرياً/ سياسياً مختلفاً عن «التعليق» السياسي أو «الريبورتاج» الصحفي الذي يهتز بين يوم وآخر. ولكن هذه الشروط كانت تنقص مع الأسف قصيدة نزار قباني السياسية. بداية لم يكن نزار مثقفاً ثقافة فكرية أو سياسية ذت شأن. فبعد نيله شهادة الليسانس في الحقوق من الجامعة السورية (جامعة دمشق الآن) في بداية العشرينيات من عمره، جرى تعيينه سكرتيراً أو ملحقاً بسفارة سورية في القاهرة. وقد أمضى في سلك الوظيفة قرابة ثلث قرن من عمره موظفاً شديد الانضباط حتى استقالته منها وانصرافه للعمل بعد ذلك في مهنة النشر. على مدار حياته كتب قصيدة واحدة (في عدد لا يحصى من القصائد) موضوعها ذلك العراك الدائم بين الرجل والمرأة فنجح حيناً وفشل حيناً آخر،إلى أن طمح بأن يضيف إلى لقب «شاعر المرأة» (الذي كان يضيق به ضيقاً شديداً) لقب آخر هو لقب «الشاعر السياسي» أو «الشاعر القومي». ولكن هذا الأخير له شروطه الصعبة التي أشرنا إليها، والتي لم يكن نزار يحوزها على الإطلاق. ولذلك تهاتر شعره السياسي مع الوقت، وتعرض الشاعر بسبب هذا الشعر إلى حملة واسعة من النقد شارك فيها نقاد وباحثون ومفكرون وصحفيون فنّدوا هذا الشعر، وتوقفوا عند نقاط ضعفه، وأشاروا إلى سقطاته.
لم يحصد الشاعر نزار قباني في شعره السياسي النجاح الذي حصده في شعره الغزلي. فقد تراجع عنه في سنواته الأخيرة وندم عليه، وإن علّل تراجعه وندمه أغرب تعليل، ففي حوار معه نشرته مجلة «الهلال» المصرية في عدد يونيو من عام ١٩٩٤م، يقول الشاعر حرفياً: « منذ أكثر من سنة أعلنت الطلاق مع شعري السياسي بعدما اكتشفت في محاولة جريئة لنقد الذات، أن جميع ما كتبته من شعر سياسي ذهب مع الريح. فالشعر السياسي العربي لا ثبات له ولا ديمومة، لأنه يغنّي على مسرح عربي شديد الاهتزاز كثير التقلب. إنه مسرح تنقلب به الكوميديا إلى تراجيديا في ثانية واحدة، وتتحول فيه الأفراح إلى جنائز خلال دقائق معدودات، والوحدات الفيدرالية والكونفيدرلية تموت قبل أن تنزل من رحم أمها. وهكذا فإن جميع القصائد العصماء التي كتبناها بحماس عظيم ليلة الجمعة انتقلت إلى رحمة الله صباح السبت. وبكل صراحة أعلن أمامكم أن كل الملاحم السياسية التي ملأنا بها الدنيا قرقعة وضجيجاً لم تكن أكثر من ريبورتاجات صحفية وضعها التاريخ في سلّة المهملات ». هذا ما قاله الشاعر بعد تاريخ طويل له مع الشعر السياسي بدأه بقصيدته الشهيرة «خبز وحشيش وقمر» التي نشرها عام ١٩٥٤م مروراً بقصائد سياسية بلا حصر، وصولاً إلى مجموعته «قصائد مغضوب عليها» التي نشرها في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وفيها حملة غير مسبوقة من شاعر عربي على العرب، تاريخاً وتراثاً ومقومات قومية وثقافية وحضارية.
- إياك أن تقرأ حرفاً من كتابات العرب فحربهم إشاعة وسيفهم خشب وعشقهم خيانة ووعدهم كذب ليس في معاجم الأقوام قوم اسمهم عرب! - لا تقل باللغة الفصحى أنا مروان أو عدنان أو سحبان وتاريخك يا مولاي تاريخ مزور! بيت يوسف الخطيب السابق (أكاد أؤمن من شكٍ ومن ريب) يتضمن تحريضاً للجماهير على نفض خمولها، وتذكر أيام أمجادها الغابرة، أما أشعار نزار قباني السياسية التي نقلنا منها مجرد أمثلة قليلة. فهي واقع أمرها «هجاء» مقذع للعرب وليست تحريضاً على ضرورة تجاوز واقعها، على الإطلاق. ولو أردنا أن نلتمس جذور هذا الموقف عند نزار لما وجدناها إلا في عزلة الشاعر عن ثقافة عصره، وفي عزلته هو بالذات عما يمور في سياحة شعبه، وانعدام أي مشاركة في معارك هذا الشعب على امتداد أكثر من نصف قرن من تاريخه. فلما أراد أن يقدّم مثل هذه المشاركة، في غياب شروطها المقتضاة، لم يجد في متناوله سوى بعض «الزجليات» البائسة! لذلك حقّ له أن يصف شعره السياسي بما وصفه به، وأن يلقي به، كما ألقاه الآخرون، في سلة المهملات..
إجلسي خمس دقائق لا يريد الشعر كي يسقط كالدرويش في الغيبوبة الكبرى سوى خمس دقائق.. لا يريد الشعر كي يثقب لحم الورق العاري سوى خمس دقائق فاعشقيني لدقائق.. واختفي عن ناظري بعد دقائق لست أحتاج إلى أكثر من علبة كبريتٍ لإشعال ملايين الحرائق إن أقوى قصص الحب التي أعرفها لم تدم أكثر من خمس دقائق...
ومن لندن كان نزار يكتب أشعاره ويثير المعارك والجدل.. خاصة قصائده السياسة خلال فترة التسعينات مثل: متى يعلنون وفاة العرب؟؟ ، و المهرولون. وافته المنية في لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما قضى منها اكثر من 50 عاماً في الحب و السياسة و الثوره. كل الأساطير ماتت …. بموتك … وانتحرت شهرزاد.
ومن وحي كل ذلك، اضطر الشاعر إلى التبرؤ منه وإعلان تراجعه عنه. فالتراجع، والحالة هذه، مردُّها سوء عاقبة هذا الشعر وضلال بوصلته، وليس كون المسرح السياسي العربي مسرحاً شديد الاهتزاز، يتغير فيه المشهد بين ليلة وضحاها، وما إلى ذلك من الذرائع التي ساقها الشاعر في «مانيفست» تراجعه في مجلة «الهلال» المصرية، عدد يونية ١٩٩٤م. ولعل ضلال «بوصلة» الشاعر، وافتقاده «ثقافة» سياسية وفكرية سوية، كانا وحدهما وراء فشل قصيدته السياسية، ففي حمّى اندفاعه للحصول على لقب «الشاعر السياسي»، خلط بين تحريض العرب على تجاوز تخلفهم الحضاري، وهذا من حقه إذا فعله، وبين تحريض آخر هو تحريض كل الآخرين على العرب، وتبيان الضعف البنيوي في التكوين العربي وعدم قدرة العرب، بنظره، على الشفاء منه، وهو ما لم يجلأ إليه أحد من الشعراء العرب يوماً، فالشاعر عادة هو الذي يستثير النخوة والمروءة في شعبه، وليس الشاعر هو الذي يحمل على مقومات شعبه ويردّد خطاباً شعوبياً قديماً معروفاً من نوع الخطاب الذي أعاد نزار إنتاجه في شعره السياسي. وإذا انتقلنا من النظري إلى العملي، وقمنا بمقارنة سريعة بين «تحريض» مطلوب، و«تحريض» آخر منكر، ذكرنا من نوع الأول بيتاً للشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب يقول فيه: أكاد أؤمن من شكٍّ ومن رَيبِ هذي الملايينُ ليست أمة العربِ أما التحريض الآخر الذي يدل على ضلال البوصلة وافتقاد صاحبها إلى الوجدان الوطني أو القومي السليم، فهذه أمثلة منه مستقاة من ديوان «قصائد مغضوب عليها »: - من عهد فرعون إلى أيامنا هناك دوماً حاكم بأمره وأمة تبول فوق نفسها كالماشية!