بقلم | علي الكومي | الثلاثاء 01 يونيو 2021 - 05:40 م السؤال: هل تتبع عورات الناس حرام، وكيف التوبة من ذلك؟ الجواب: دار الإفتاء المصرية ردت علي هذا التساؤل بالقول: لا يجوز تتبع عورات الناس ؛ لأن تتبع عورات الآخرين من الأخلاق السيئة والأمور المحرمة التي تزرع الأحقاد في النفوس وتُشيع الفساد في المجتمع. الدار إفادت في الفتوي المنشورة علي الصفحة الرسمية علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " ويجب على من تتبع عورات الناس التوبة والإنابة والتحلل بطلب العفو والمسامحة ممن ظلمهم بتلك الطريقة إذا علموا بما جناه، وإلا فليتب فيما بينه وبين ربه، ويستغفر لهم، ولا يحمله ما اطَّلَع عليه على بغض الناس ولا الحط من قدرهم. تتبع عورات الناس وكيفيةالتوبة أشارت الدار إلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شدد في التنبيه على المسلمين بخطورة الخوض في أعراض الناس، والتنقيب عن عوراتهم، مخبرًا من يستهين بذلك بأنه يسعى لهتك الستر عن نفسه، وفضحه في جوف بيته، مدللة على ذلك بما روى عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللهِ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِى بَيْتِهِ".
وأضافت الإفتاء، إن الإسلام دين قد أتى بما يتمم مكارم الأخلاق، فقد دعا إليها وحرص على تزكية نفوس المسلمين وتحليتها بالخصال الحسنة والأعمال الصالحة، وعلى تنزيهها عن الخصال المذمومة وسيئ الأعمال، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ"، لافتة إلى أن النصوص الدينية تحث المسلم على ستر أخيه وتحذره من تتبع عوراته وزلاته كثيرة، ومنها قوله صلى الله عليه سلم: "مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". وأكدت الإفتاء، أن التوبة تبدأ بتخلى الإنسان أولًا عن الصفات السيئة، فالتخلية مقدمة على التحلية، ومن الصفات السيئة التطفل بتتبع عورات الآخرين، والتشوف للاطلاع على عيوبهم الخُلُقية أو استدلت علي علو مقام التوبة عن تتبع عورات الناس بالحديث النبوي الشريف حيث قال صلى الله عليه وآله سلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه. تتبع الكروب ومن سترمسلما ستره الله كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفَّس عن مؤمن كُرْبة من كُرَب الدُّنيا، نفَّس الله عنه كُرْبة من كُرَب الآخرة، ومن سَتَر على مسلم، سَتَره الله في الدُّنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه»- رواه مسلم.
وقال المفتي إنه يجب على من تتبع عورات الآخرين "التوبة والإنابة والتحلل بطلب العفو والمسامحة ممن ظلمهم بتلك الطريقة إذا علموا بما جناه، وإلا فليتب فيما بينه وبين ربه، ويستغفر لهم، ولا يحمله ما اطّلَع عليه على بغض الناس ولا الحط من قدرهم".
وتابع المفتي قائلاً: "فمن كان يفعل ذلك من المسلمين فيتتبع عورات الناس فعليه بالتوبة من ذلك، فالتوبة من المعصية واجبة شرعًا باتفاق الفقهاء؛ لأنها من أهم قواعد الإسلام". وبين أن "التوبة من الذنوب واجبة، وعلى المذنب أن يبادر بها؛ ليخرج من الدنيا سليمًا معافًى آملًا وراجيًا من الله عز وجل أن يتفضل عليه ويُدخله الجنة وينجيه من النار، وإذا تعلق الذنب بحقوق العباد فلا بد من التحلل من المظلمة؛ لأن الله تعالى قد يغفر ما كان من الذنوب متعلقا بحقه، ولا يغفر ما كان متعلقا بحقوق العباد، إلا إذا تحلل الظالم من المظلوم فسامحه". وأشار علام إلى أن "تتبع عورات الناس من الأمور التي تتعلق بمكانتهم بين الناس، وتؤثر على وضعهم الاجتماعي؛ ولذلك فمن ترتب على فعله إساءة لهم أو تأثير على مكانتهم فعليه أولًا التوبة بالإنابة إلى الله والعزم على عدم العودة لذلك، وعليه أن يتحلى بخلق الرحمة والستر تجاه من اطلع على عوراته وعيوبه، فلا يحمله ما اطلع عليه على بُغضه ولا على الانتقاص من قدره، وإذا علم الشخص باطلاع الآخر عليه وتتبعه لعوراته فلا بد من الاعتذار إليه وطلب المسامحة منه، لتكتمل توبة هذا المذنب". واستشهد علام بما ذهب إليه العلماء حول وجوب اعتذار المسلم إلى من جنى عليه بالقول كالغيبة والنميمة ونحوها، ومثله تتبع عوراته إذا بلغه ذلك وتأذى به.
والله أعلم.
وجاء في (تحفة الأحوذي) للمباركفوري: «من سَتَر مسلمًا»، أي: بَدَنه أو عيبه بعدم الغيبة له، والذَّبِّ عن معائبه، وهذا بالنِّسبة إلى من ليس معروفًا بالفساد، وإلَّا فيُستحب أن تُرْفع قصَّته إلى الوالي، فإذا رآه في معصية، فينكرها بحسب القدرة، وإن عَجز، يرفعها إلى الحاكم إذا لم يترتَّب عليه مفسدة.
العمل بالعلم الشرعي الذي تم تعلمه وتنفيذه. الدعوة إلى العلم الشرعي الذي تعلمه المسلم. الصبر على الأذى الذي سيتعرض له المسلم من الناس في سبيل دعوته إلى الحق. شاهد ايضاً: الترتيب الصحيح للخطوات الأربعة لحل المسألة هو حل ثم تحقق ثم افهم ثم خطط كيف يسعد من حفظ الأربع مسائل في الدنيا والأخرة يسعد الله تعالى عباده الذين تعلموا العلم الشرعي وعملوا به ودعوا الناس إليه في الدنيا والأخرة بعدة أشياء هي: ما يسعد الله به أولياؤه في الدنيا، يسعد الله أولياؤه في الدنيا بما يلي: يساعدهم الله تعالى في المشاكل التي يقعون فيها في حياتهم فتزرع الطمأنينة في قلوبهم. يبسط الله عز وجل لهم الرزق ليعينهم على الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم. يبارك الله تعالى لهم في أرزاقهم وأولادهم. يعين الله تعالى أولياؤه على فعل الخيرات والبعد عن المحرمات. من المسائل الأربع التي يجب على الإنسان تعلمها :. - الشامل الذكي. يسدد الله تعالى خطى أولياؤه فيما اعتزموا على القيام به من شئون خاصة بهم. يحمي الله تعالى أولياؤه من حقد الحاقدين ومكر الماكرين ويجعلهم الأعلى ومن أراد بهم سوء الأسفل. يفرج الله تعالى هموم أولياؤه وكروبهم ويقضي حاجاتهم. ينتقم الله لأوليائه ممن يؤذونهم في الدنيا. يجعل الله عز وجل لأوليائه ودًا في قلوب الخلق لا يعرفون سببه فيحبهم الناس جميعًا.
(وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) هذه المرتبة الثانية، (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ) هذه هي المرتبة الثالثة والدعوة (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ). هذه هي المرتبة الأخيرة. [قال الشافعي رحمه الله تعالى: لو ما أنزل الله حجةً على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم]. الشافعي هو محمد بن إدريس الشافعي الهاشمي ، ولد رحمه الله في غزة سنة خمسين ومائة للهجرة، وتوفي رحمه الله سنة أربع ومائتين للهجرة، توفي وهو صغير ومع ذلك هو إمام، لكن هذا كله مبعثه حسن القصد والنية، إذا كان الإنسان عنده نية وعنده قصد فإن الله عز وجل يبارك في عمره، وإذا كان تربص الإنسان لله وإرادة وجه الله عز وجل فإن الله عز وجل يبارك في عمره. الشافعي رحمه الله إمام الآن، وأتباعه كثر، ومع ذلك لم يعمر إلا أربعةً وخمسين عاماً رحمه الله. قال: [لو ما أنزل الله حجةً على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم]. يعني: مراده رحمه الله: أن هذه السورة كافية للخلق في الحث على التمسك بدين الله، في إيجاب الإيمان، إيجاب العمل الصالح، إيجاب الدعوة، إيجاب الصبر، فهذه السورة دالة على الإيمان، إذا آمن الإنسان فإنه سيعمل، دالة على العمل الصالح، دالة على الدعوة، دالة على الصبر. قال: [وقال البخاري رحمه الله تعالى].
البخاري اسمه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري ولد رحمه الله سنة أربع وتسعين ومائة للهجرة، وتوفي رحمه الله سنة ست وخمسين ومائتين للهجرة، فعمره يساوي اثنين وستين عاماً، وهو إمام كبير من أئمة الحديث. قال البخاري رحمه الله: [باب: العلم قبل القول والعمل، والدليل قوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ [محمد:19] فبدأ بالعلم قبل القول والعمل]. استدل البخاري رحمه الله بهذه الآية على وجوب البداءة بالعلم قبل العمل، فالإنسان لا بد له أن يبدأ أولاً بالعلم، ثم بعد ذلك يعمل، ولا يمكن أن يعمل الإنسان على ضلالة، وأن الذي يعمل على ضلالة فيه شبه بالنصارى، والذي يعصي بعد العلم هذا فيه شبه باليهود. قال رحمه الله: [اعلم رحمك الله أنه يجب]. تقدم لنا هذه الصيغة. [أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثلاث المسائل والعمل بهن]. الأولى: أن الله هو الخالق الثانية: أن الله عز وجل لا يرضى أن يشرك معه أحد