المحليات > المختبر الاقليمي بالرياض ينجح بتجديد اعتماد CAP الأعلى عالمياً المختبر الاقليمي بالرياض ينجح بتجديد اعتماد CAP الأعلى عالمياً 0 الرياض نجح مجدداً المختبر الإقليمي و بنك الدم بالرياض بالحصول على تجديد اعتماد لجنة تقييم الجمعية الأمريكية لعلم الأمراض "CAP" حيث اجتاز التقييم لهذا الاعتماد و سبق ذلك بتحقيق اعتماد الجمعية الأمريكية لبنوك الدم AABB وكذلك اعتماد الايزو ISO 15189. و يعد المختبر الإقليمي و بنك الدم بالرياض صرح تدريبي و طبي و يقدم خدماته لأثني عشر جامعة حكومية و خاصة في تأهيل الأطباء و الأخصائيين للعمل بالمختبرات الطبية حيث يعد من أكبر المختبرات في الشرق الأوسط و تجاوزت اختباراته السنوية اربعة عشر مليون اختبار مخبري مقدماً خدماته لأكثر من ٥٠٠ منشأة صحية داخل و خارج وزارة الصحة بما يعادل ثلثي مساحة المملكة.
وقدم الدعيلج شكره وتقديره لقيادات وزارة الصحة، على الدعم اللامحدود وتوفير مضمار النجاح والعمل لتقديم خدمة مخبرية مميزة للمريض.
وتقدم الكلام على ذبح أبناء بني إسرائيل في سورة البقرة. وجملة إنه كان من المفسدين تعليل لجملة إن فرعون علا في الأرض. وقد علمت مما مضى عند قوله قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين في البقرة أن الخبر بتلك الصيغة أدل على تمكن الوصف مما لو قيل: أن أكون جاهلا ، فكذلك قوله " إنه كان من المفسدين " دال على شدة تمكن الإفساد من خلقه ولفعل الكون إفادة تمكن خبر الفعل من اسمه. فحصل تأكيد لمعنى تمكن الإفساد من فرعون ، ذلك أن فعله هذا اشتمل على مفاسد عظيمة. المفسدة الأولى: التكبر والتجبر فإنه مفسدة نفسية عظيمة تتولد منها مفاسد جمة من احتقار الناس والاستخفاف بحقوقهم وسوء معاشرتهم وبث عداوته فيهم ، وسوء ظنه بهم وأن لا يرقب فيهم موجبات فضل سوى ما يرضي شهوته وغضبه ، فإذا انضم إلى ذلك أنه ولي أمرهم وراعيهم كانت صفة الكبر مقتضية سوء رعايته لهم والاجتراء على دحض حقوقهم ، وأن يرمقهم بعين الاحتقار فلا يعبأ بجلب الصالح لهم ودفع الضر عنهم ، وأن يبتز منافعهم لنفسه ويسخر من استطاع منهم لخدمة أغراضه وأن لا يلين لهم في سياسة فيعاملهم بالغلظة وفي ذلك بث الرعب في نفوسهم من بطشه وجبروته. تفسير سورة القصص الآية 3 تفسير السعدي - القران للجميع. فهذه الصفة هي أم المفاسد وجماعها ولذلك قدمت على ما يذكر بعدها ثم أعقبت بأنه كان من المفسدين.
[تفسير قوله تعالى: (إن فرعون علا في الأرض)] قوله: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:٤]. يقول الله عز وجل: ((إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ)) أي: ملك مصر وما حولها من بلاد، وعلا علواً شديداً وعتا في الأرض، فالله عز وجل يرفع من يشاء ويضع من يشاء، فرفعه الله ملكاً فإذا به يزعم أنه الملك على البلاد وأن هذا حقه، ولكن ما أعجبه أن يقف عند هذا الحد، وإنما ادعى ما هو أكثر من ذلك، ادعى أنه إله، وفي دعواه الكذب الواضح. ثم ختم هذه الآية بقوله: {إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:٤] ، فبين أن فساده كان فساداً عظيماً جداً، وهذا واضح مما يذكره الله عز وجل في هذه الآية.
[ ص: 66] إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين وهذه الجملة وما عطف عليها بيان لجملة " نتلو " أو بيان لـ " نبإ موسى وفرعون " فقدم له الإجمال للدلالة على أنه نبأ له شأن عظيم وخطر بما فيه من شتى العبر. وافتتاحها بحرف التوكيد للاهتمام بالخبر. وابتدئت القصة بذكر أسبابها لتكون عبرة للمؤمنين يتخذون منها سننا يعلمون بها علل الأشياء ومعلولاتها ، ويسيرون في شئونهم على طرائقها ، فلولا تجبر فرعون وهو من قبيح الخلال ما حل به وبقومه الاستئصال ، ولما خرج بنو إسرائيل من ذل العبودية. وهذا مصداق المثل: مصائب قوم عند قوم فوائد ، وقوله تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وصورت عظمة فرعون في الدنيا بقوله علا في الأرض لتكون العبرة بهلاكه بعد ذلك العلو أكبر العبر. ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا. ومعنى العلو هنا الكبر ، وهو المذموم من العلو المعنوي كالذي في قوله تعالى نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ومعناه أن يستشعر نفسه عاليا على موضع غيره ليس يساويه أحد ، فالعلو مستعار لمعنى التفوق على غيره ، غير محقوق لحق من دين أو شريعة أو رعي حقوق المخلوقات معه فإذا استشعر ذلك لم يعبأ في تصرفاته برعي صلاح وتجنب فساد وضر وإنما يتبع ما تحدوه إليه شهوته وإرضاء هواه ، وحسبك أن فرعون كان يجعل نفسه إلها وأنه ابن الشمس.
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) ثم قال: ( إن فرعون علا في الأرض) أي: تكبر وتجبر وطغى. ( وجعل أهلها شيعا) أي: أصنافا ، قد صرف كل صنف فيما يريد من أمور دولته. ان فرعون علا في الارض. وقوله: ( يستضعف طائفة منهم) يعني: بني إسرائيل. وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانهم. هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبار العنيد يستعملهم في أخس الأعمال ، ويكدهم ليلا ونهارا في أشغاله وأشغال رعيته ، ويقتل مع هذا أبناءهم ، ويستحيي نساءهم ، إهانة لهم واحتقارا ، وخوفا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته من أن يوجد منهم غلام ، يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه. وكانت القبط قد تلقوا هذا من بني إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الخليل ، حين ورد الديار المصرية ، وجرى له مع جبارها ما جرى ، حين أخذ سارة ليتخذها جارية ، فصانها الله منه ، ومنعه منها بقدرته وسلطانه. فبشر إبراهيم عليه السلام ولده أنه سيولد من صلبه وذريته من يكون هلاك ملك مصر على يديه ، فكانت القبط تتحدث بهذا عند فرعون ، فاحترز فرعون من ذلك ، وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل ، ولن ينفع حذر من قدر; لأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ، ولكل أجل كتاب;
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا) قال: فرّق بينهم. حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا) قال: فِرَقا. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا) قال: الشيع: الفِرَق. وقوله: ( يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ) ذكر أن استضعافه إياها كان استعباده. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القصص - الآية 4. * ذكر من قال ذلك:حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة: يستعبد طائفة منهم, ويذبح طائفة, ويقتل طائفة, ويستحي طائفة. وقوله: ( إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) يقول: إنه كان ممن يفسد في الأرض بقتله من لا يستحقّ منه القتل, واستعباده من ليس له استعباده، وتجبره في الأرض على أهلها, وتكبره على عبادة ربه. ------------------------الهوامش:(1) يريد أن (من) ليست للتفضيل، ولذلك قدمها على خير، وإنما هي للتعليل أو نحوه. (2) لعله: الحزاة، بضم الحاء، جمع الحازي، وهو المتكهن. قال في (اللسان: حزا) التحزي: التكهن، حزى حزيًا، وتحزى: تكهن.
المفسدة الثانية: أنه جعل أهل المملكة شيعاً وفرّقهم أقساماً وجعل منهم شيعاً مقربين منه ويفهم منه أنه جعل بعضهم بضد ذلك وذلك فساد في الأمة لأنه يثير بينها التحاسد والتباغض ، ويجعل بعضها يتربص الدوائر ببعض ، فتكون الفرق المحظوظة عنده متطاولة على الفرق الأخرى ، وتكدح الفرق الأخرى لتزحزح المحظوظين عن حظوتهم بإلقاء النميمة والوشايات الكاذبة فيحلوا محل الآخرين. وهكذا يذهب الزمان في مكائد بعضهم لبعض فيكون بعضهم لبعض فتنة ، وشأن الملك الصالح أن يجعل الرعية منه كلها بمنزلة واحدة بمنزلة الأبناء من الأب يحب لهم الخير ويقومهم بالعدل واللين ، لا ميزة لفرقة على فرقة ، ويكون اقتراب أفراد الأمة منه بمقدار المزايا النفسية والعقلية. المفسدة الثالثة: أنه يستضعف طائفة من أهل مملكته فيجعلها محقرة مهضومة الجانب لا مساواة بينها وبين فرق أخرى ولا عدل في معاملتها بما يعامل به الفرق الأخرى ، في حين أن لها من الحق في الأرض ما لغيرها لأن الأرض لأهلها وسكانها الذين استوطنوها ونشأوا فيها. والمراد بالطائفة: بنو إسرائيل وقد كانوا قطنوا في أرض مصر برضى ملكها في زمن يوسف وأعطوا أرض ( جاسان) وعمروها وتكاثروا فيها ومضى عليهم فيها أربعمائة سنة ، فكان لهم من الحق في أرض المملكة ما لسائر سكانها فلم يكن من العدل جعلهم بمنزلة دون منازل غيرهم ، وقد أشار إلى هذا المعنى قوله تعالى { طائفة منهم} إذ جعلها من أهل الأرض الذين جعلهم فرعون شيعاً.
وقد تقدم آنفا موقع جملة " إنه كان من المفسدين ".